إعــــلانات

عائلة الطفل محند: ''المحقق كونان قتل فلذة كبدنا''

عائلة الطفل محند: ''المحقق كونان قتل فلذة كبدنا''

الطفل أعجب بقصة شاب انتحر وعاد للحياة في سعادة وهناء  

بعد الصدمة التي هزت قلوب ونفوس سكان تيزي وزو وكل الأسر الجزائرية حول عمليات الانتحار التي عرفتها ولاية تيزي وزو إثر إقدام ثلاثة تلاميذ على الانتحار شنقا، تنقل فريقالنهارإلى عائلاتهم لمواساتهم ومعرفة الأسباب الحقيقية حول عملية انتحارهم، حيث صرحت إحدى العائلات أن ابنها أقدم على الانتحار بسبب تأثره بالرسوم المتحركةالمحقق كونان”.كانت الوجهة الأولى إلى قريةأخربنالتابعة لبلدية تيزي راشد التي تبعد عن عاصمة الولاية بحوالي  35 كلم شرقا، أين تقطن عائلة الضحية المسمى، نشاب كريم، المدعوزيدان، وهو من مواليد 1999 والذي كان من المقرر أن يجتاز شهادة التعليم المتوسط هذه السنة ودخلتالنهارالبيت المتواضع الذي تسكن به عائلة كريم، والكائن بقرية معزولة، ولدى وصولنا وجدنا المسمىأزواوالبالغ من العمر 26 سنة وهو الشقيق الأكبر للضحية الذي لا تزال آثار الصدمة مسيطرة عليه لفقدانه أخاه، دخلنا بعدها المنزل ووجدنا العائلة بوجوه كئيبة حزينة وعلى رأسهم والدة الضحية، مليكة بوعزيز، البالغة من العمر ٥٤ سنة، قروية كغيرها من القرويات أم لأربعة أطفال، وبمجرد أن بدأنا الحديث معها قالت: ”لقد قال لي يا أمي غدا سنذهب لشراء الأواني”. ولكم أن تتصوروا حالة أم فقدت فلذة كبدها، حيث قالت بأنه عند عودته من المدرسة شرع في مشاهدة التلفاز لمتابعة البرنامج الذي كان يتابعه يوميا، وفي حدود الساعة الرابعة والنصف مساء خرج للعب رفقة زملائه لتتفاجأ الأم بخبر انتحار ابنها شنقا بالبيت المهجور بواسطة سلسلة بلاستيكية مخصصة للسيارات، أما شقيق الضحية الأكبر فقال إن كريم كان مدللا ولم ينقصه شيء وحتى الهاتف النقال يمتلكه رغم صغر سنه وبالرغم من أنه لم يكن مجتهدا في دراسته. الوجهة الثانية التي قصدتهاالنهارهيقرية ابهالالقرية النائية التابعة إداريا لبلدية ارجن والقريبة من بلدية تيزي راشد أين تقطن عائلة الضحيةهني محند آكليمن مواليد 2000 وفي طريقنا استوقفتنا الإكمالية التي كان يدرس بها الضحية السنة أولى متوسط وهي متوسطة الإخوة راكم بمنطقة ثالة عمارة، ولكن بحكم العطلة الربيعية وجهنا أحدهم للمحل التجاري الذي يعمل به أب الضحية، علي، وأخذنا إلى بيته وسرد لنا القصة أن ابنه انتحر بحزام لباس الكراتيكيمونو، الحزام الذي وضعه محند في درج الخزانة الموجودة في الغرفة انتحر فيها، وأضاف الأب أنه بعد هذه الحادثة تم غلق هذه الغرفة ووضعوا فيها الأثاث القديم الذي لا يحتاجونه نهائيا حتى لا يتذكروا هذه الفاجعة كلما دخلوا إليها، مؤكدا أنه قام بتربية أبنائه أحسن تربية ولم ينقصهم شيء وأنه كان يقدم له 120 دج كل صباح عند التوجه للدراسة، المبلغ الذي لا يستطيع أن يقدمه الكثيرون كل يوم، مضيفا أنه لم ينقصه فيها، ويبدو لك هني محند عندما تنظر إليه أنه يبلغ من العمر عشرين سنة لطول قامته. وعن أسباب انتحاره، أرجع الأب السبب الأول إلى سلسلة الرسوم المتحركةالمحقق كونان، فحسب والدة الضحية التي تشتغل خياطة فإن فلذة كبدها كان يتابع هذه السلسلة الكارتونية بقناةسبايستونبشغف بعد عودته من المدرسة، وفي حلقة من حلقات هذه السلسلة قامت إحدى الشخصيات بالانتحار بالحبل لأنه سئم من الحياة ليعود بعدها مجددا إلى الحياة ملؤها السعادة والهناء وهي الحادثة التي أعجبت الطفل محند آكلي الذي صدق القصة ليقوم بالانتحار بواسطة حزام والده الرياضي، حيث قال لأصدقائه في القسم مخاطبا إياهم: ”سترون ماذا سأفعل، ستصلكم أخباريوقام بتوديعهم بعد مغادرة الدراسة على غير العادة، وفي لقاء جمعنا بصديقين للضحية أكدا بأنهما لم يتصورا أن يموت محند بهذه الطريقة وأن الصدمة جعلتهم لا يركزون في دراستهم. أما آخر فقال إن محند كان يحب الحياة ويصلي ويحكي كل ما يجري معه من أحداثأما ابن خالة الضحية يحيى وبلغة الكبار راح ينتقد القنوات وعلى رأسها قناةسبايستون، موجها لها نصيحة أو بالأحرى صرخة نابعة من أعماق قلبه بأن تتوقف عن بث هذه الأمور التي تنعكس سلبا على الأطفال، قائلا إنه لابد أن تبث برامج تثقيفية مرحة تتناسب وسن الأطفال الذين لا يعرفون معنى القتل والانتحار والعنف وتعوضها بأشياء تفيدهم وتفيد مشوارهم الدراسي .

رابط دائم : https://nhar.tv/HmM0g