عبد القهار بن حاج نائبا للناطق باسم “القاعدة” في الجزائر
أفاد أحد التائبين من تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” سلم نفسه لأجهزة الأمن بولاية تيزي وزو خلال الأيام الأخيرة أن ابن الرجل الثاني في الحزب المحل علي بن حاج قد عين قبل أسابيع ضمن اللجنة الإعلامية للتنظيم المسلح.
وجاء في إفادة هذا “التائب” الذي طلب من السلطات تمكينه من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية أن عبد القهار بن حاج الذي التحق بتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” قد عينه أمير التنظيم أبو مصعب عبد الودود نائبا للناطق الرسمي باسم التنظيم المسلح صالح قاسمي المعروف باسم “أبو محمد صلاح”.
وجاء تعيين عبد القهار بن حاج بعد فترة وجيزة من نجاة الناطق باسم التنظيم المسلح من عملية نفذتها فرقة تابعة للجيش ضده بمنطقة القبائل في محاولة لتفكيك اللجنة الإعلامية التي لا تزال الهيئة الوحيدة التي لا تزال تنشط في هذا التنظيم المسلح منذ تصفية رؤوس التنظيم المسلح مع بداية الصيف الماضي والتي أفضت إلى القضاء على عشرة من قيادات الصف الأول لتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.
ولاحظ محللون أن تعيين عبد القهار بن حاج ضمن أعلى الهياكل القيادية للتنظيم المسلح رغم صغر سنه وحداثة عهده بالعمل المسلح جاء في سياق تأكد التقارب الحاصل بين علي بن حاج، الرجل الثاني في الحزب المحل مع قيادة تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” بشأن كل الملفات التي أثيرت خلال السنوات الأخيرة.
ففي كل مرة يصدر علي بن حاج موقف سياسي بشأن حدث من الأحداث يتبعه وفي وقت قياسي بيان باسم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” يؤيد ضمنا ما يطرحه بن حاج من مواقف وأفكار وقد كان أخرها الموقف من الانتخابات المحلية حيث أصدر علي بن حاج يوم 25 نوفمبر الماضي بيان يرفض فيه الانتخابات المحلية وفي نفس اليوم صدر بيان مماثل عن تنظيم “القاعدة” وقعته اللجنة الإعلامية التي أصبح عبد القهار بن حاج عضوا فيها.
وقد كان البيان الأخير للرجل الثاني في الحزب المحل بمثابة “ضوء أخضر” ضمني للدعوة إلى تغيير النظام السياسي القائم والتخلص مما سماه “الاستبداد السياسي” ولم تفت ساعات حتى توضحت رسالة علي بن حاج برسالة أخرى صدرت عن “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، ونشرت على موقعه على الإنترنيت وقد وردت بأسلوب مباشر أكدت فيه أفكار علي بن حاج وضمنته لأول مرة مواقف ومعطيات سياسية لم يألف تنظيم “القاعدة” الحديث عنها ولا حتى فرصة معرفتها مثل سعر النفط في السوق الدولية أو نسبة الفقر في الجزائر وحثت الرافضين للانتخاب إلى دعم صفوف الجماعات الإرهابية.
ويعتقد خبراء في الشأن الأمني أن التوافق الحاصل بين الرجل الثاني في الحزب المحل علي بن حاج وتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” يرتكز على تكامل للأدوار أكثر منه مصادفة انطلاقا من عدة معطيات أبرزها الدور التاريخي للرجل الثاني في “الفيس” كمنظر للجماعات الإسلامية المسلحة وأيضا قناعاته الشخصية التي لم تتغير بشأن النظام السياسي القائم والأسلوب الأمثل لإبعاده حيث ما فتئ يكرر في بيانه الأخير عبارات فيها الكثير من الاستهزاء والإهانة الجارحة لشخص الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ولوزير الداخلية يزيد زرهوني.