علــم الجــزائــر made in china والمـغـــرب

عمليات استيراد الملابس والأعلام تتم عبر الموانئ وتخالف القانون الصادر في مارس 2013
وزير التجارة عمارة بن يونس: سنفتح تحقيقا في القضية
انتشرت ،مؤخرا، في الأسواق وحتى المحلات التجارية ألبسة رياضية وأعلام وطنية جزائرية مصنوعة ومستوردة من عديد الدول، خاصة الآسيوية منها، رغم أن قوانين الجمهورية تمنع استيراد أي رمز من رموز الدولة الجزائرية من بلد أجنبي، طبقا لمرسوم تنفيذي صدر بالجريدة الرسمية في مارس 2013.فضيحة مدوية هي التي وقفت عندها «النهار» في عدد التحقيق الميداني الذي قامت به بعدد من المحلات التجارية المختصة في بيع وتسويق الألبسة والمنتجات الرياضية إلى جانب عدد من المخازن، بعد أن تبين استيراد كميات معتبرة من الملابس الرياضية التي تحمل العلم الوطني الرسمي من عديد الدول، على غرار أقمصة المنتخب الوطني التي تم استيرادها من المغرب وتركيا، وهو ما توضحه جليا الملصقات الموجودة بالملابس الرياضية التي تم استيرادها والتي تحمل معلومات عن البلد المصنّع على غرار تركيا الصين والمغرب.وقد أعادت مشاركة المنتخب الوطني لكرة القدم في مونديال البرازيل أجواء أهم الأحداث الوطنية والتاريخية التي عرفتها الجزائر منذ الاستقلال، بعد أن تزينت مختلف الشوارع والأحياء بالعاصمة بألوان العلم الوطني وقمصان المنتخب الوطني، وهو ما وقفت عنده «النهار» بعدد من الأحياء بالعاصمة على غرار شارع باب الوادي، حيدرة، جامع اليهود، الأبيار والجزائر الوسطى، بعد أن انتشرت تجارة بيع الأعلام الوطنية التي هي في أصلها مستوردة. من جهة أخرى، كشف أحد باعة الملابس الرياضية لـ«النهار»، أن شحنة الملابس والأعلام التي تم استيرادها بمناسبة مشاركة المنتخب الوطني الجزائري في مباريات كأس العالم التي تجرى حاليا بالبرازيل، ضمت أعلاما جاهزة، أي العلم الوطني كاملا وليس مضافا لها تقنيات أو وسائل أخرى تجميلية، حيث تم استلامها على مستوى ميناء العاصمة، بعد وضع الأكياس الكبيرة التي تحمل البضاعة في مخازن يتم نزع الملصقات التي تحمل اسم البلد المصنع، وبيعها بالأسواق والمحلات التجارية على مرأى السلطات العمومية، وتعد هذه العملية بغض النظر عن الطابع التجاري لها، فضيحة من العيار الثقيل، حيث يتم استيراد وشراء رمز من رموز الدولة من دولة أجنبية، خاصة إذا علمنا أن الأمر يتعلق بالعلم الوطني، والذي يعد واجهة أي دولة في العالم، بالإضافة إلى كونه سهل التصنيع في أي بلد، نظرا للوسائل البسيطة التي يتم استعمالها فيه.
قميص بأعلام وطنية من صنع مغربي بـألف و600 دينار.. وعلم الجزائر بـ500 دينار
وبخصوص أسعار الملابس الرياضية والأعلام المستوردة فهي تختلف من بلد إلى آخر، حيث تعد الملابس المصنوعة بتركيا الأغلى ثمنا باعتبارها الأجود، حيث يتجاوز قميص المنتخب الوطني الحامل للراية الجزائرية المصنوع بتركيا 2800 دينار، في حين لا يتجاوز القميص المصنوع بالمغرب 1600 دينار، أما بخصوص الأعلام الوطنية فهي تتراوح ما بين 200 و500 دينار، حسب حجم العلم الذي لا يتجاوز سعره بالجملة 300 دينار.
الحكومة حظرت استيراد العلم الجزائري بموجب مرسوم صدر في 2013
قررت الحكومة من خلال مرسوم تنفيذي صادر بالجريدة الرسمية موقّع من قبل الوزير الأول عبد المالك سلال، حظر استيراد الأعلام الوطنية الجزائرية من الخارج، مع إلزامية حصول المصنعين داخل التراب الوطني على ترخيص إداري من قبل الوالي بالتنسيق مع مصالح الأمن. ويحدد المرسوم التنفيذي رقم 13 -108 المؤرخ في 17 مارس 2013 الصادر في العدد 16 بالجريدة الرسمية، شروط ممارسة نشاط إنجاز العلم الوطني وصنعه وكذلك الشعار الذي يحمله وكيفيات ممارسة الرقابة على منجزيه ومستعمليه، حيث يتضمن إخضاع ممارسة نشاط إنجاز العلم الوطني وصنعه للحصول على رخصة إدارية مسبقة يسلمها الوالي المختص إقليميا بعد أخذ رأي المصالح المعنية ولا سيما مصالح الأمن. كما يتضمن المرسوم التنفيذي إلزامية ممارسة نشاط إنجاز العلم الوطني وصنعه وكذا الشعار الذي يحمله والعلم المصغر حصريا على التراب الوطني، ولا يمكن أن يستعمل بالجزائر سوى العلم الوطني والشعار الذي يحمله والعلم المصغر المصنوع بالجزائر طبقا لأحكام المرسوم. وتشير المادة 2 مكرر من المرسوم إلى تحديد قائمة المنتوجات التي لا يمكن وضع صورة العلم الوطني عليها بقرار مشترك بين الوزراء المكلفين بالتجارة والداخلية والمالية والمجاهدين، كما تتضمن المادة 5 منه قرار تشكيل اللجنة الوطنية للعلم الوطني، حيث يعني فيها وزير الداخلية والجماعات المحلية أو ممثلوه رئيسا إلى جانب ممثل عن وزير الشؤون الخارجية، ممثلا عن وزير المجاهدين، ممثلا عن وزير التربية الوطنية، ممثلا عن وزير التجارة ممثلا عن الأمن الوطني وممثلا عن الدرك الوطني.
وزير التجارة عمارة بن يونس لـ«النهار»: سنفتح تحقيقا في القضية
من جهته، أكد وزير التجارة عمارة بن يونس في اتصال بـ«النهار»، أنه سيقوم بفتح تحقيق في هذه القضية، والتي سيتطرق لها من جميع الجوانب، أين تم تشكيل لجنة تحقيق لتقصي حقيقة هذه القضية.