غدرتني في أمان وجعلت سعادتي في خبر كان
من واقعنا
غدرتني في أمان وجعلت سعادتي في خبر كاااااااان…
بمحض إرادتي أدخلتها حياتي.. فكانت السبب في تحطيم حاضري ومستقبلي الأتي.
هي عصارة تجربتي التي أحيا عواقبها اليوم، تجربة بدأت بالإخلاص والوفاء وكان عنوانها الصدق والإخاء. إلا أنّ النهاية كانت قلبا مكسورا محطما أبدا لن تندمل جروحه فالجاني هو أقرب المقربين مني. شخص يدرك نقاط ضعفي فغرس سكين الغدر بلا تردد وأدمى فؤادي.
هي رفيقة الدرب التي ذاقت معي الحلو والمر والتي لم أبدلها يوما بصديقة أخرى. مستودع أسراري وصندوقي الأسود الذي أدفع اليوم ثمن ثقتي فيها ووفائي الذي لم تعره إهتماما.
صحيح أنني أحسن منها جمالا ومستوى، إلا أنني لم أجعلها يوما تحس بذلك الفرق الذي أظنه تجذّر في قلبها. لدرجة ولّد فيه عقدا نفسية إنتهت بأن تحيّنت من لامني أهلي على منحها فرصا أكبر مما تستحق حتى تضربني في الصميم.
خربت بيتي.. زوج ظننته لن يبدّلني بكلّ مغريات الدنيا
إرتقيت في مساري التعليمي، وتبوأت منصبا أحسد عليه وكان الأحرى بي أن يكون لي من المقربين من هم. في نفس مستواي إلا أن قلبي كان يهفو لصديقة طفولتي التي إعتبرت أن ما تكنه لي. لن يتغير قطّ، فتاة كنت أحكي لها مغامراتي طيشي وعلاقاتي. فكان لطعم إحتوائها وإصغائها لي لذة ما بعدها لذّة. لطالما أحسنت الإختيار ولطالما إعتنيت بأن لا أخطئ في قراراتي لكنني هويت من السماء مرتطمة بصدمة. خربت بيتي وجعلتني أخرج بخفي حنين من زيجة كان لي فيها زوج ظننته لن يبدّلني بكلّ مغريات الدنيا.
رفيقة دربي سيدتي، سولت لها نفسها أن تأخذ مني أعزّ ما أملكه ، زوج العمر الذي وددت أن أحيا معه الدهر. عرفت جيدا كيف تتربص بمفاتيح حياتي معه، وكان لي أن منحتها نقاط ضعفه وسردت لها عمق ما بيني وبينه. من هموم عابرة، لأجدها بين ليلة وضحاها تحتل بيتي وتصبح هي سيدته.
نعم لقد خرجت من تجربة زواج تلى قصة حب جارفة أحمل لقب المطلقة، في حين أخذت صديقة العمر الجمل بما حمل. وباتت هي من بيدها مقاليد الأمور. هفوة مني ونصيحة في غير محلها أسدتها إليّ من منحتها لقب المقربة إلى قلبي. وثقة زائدة مني جعلتني أعرفها بزوجي جعلتني اليوم أعضّ أصابعي ندما على ما جنيته على نفسي.
ألوم اليوم قلبي على ثقة حطمتني، على طيبة أفحمتني بغدر من حسبتها تحمل لي من الود الكثير. إنسانة غدرتني في أمان وجعلت سعادتي ومستقري في خبر كان.
الطيبة دفنتها مع ماض أليم، والثقة باتت عملة لمن لم يلذغ من قبل
أقف اليوم أبكي على أطلال وجع أنا من جعلته يتسرب إلى حياتي ويقلب موازينها، غير قادرة على الإنتقام . وغير أبهة لما قد يحدث لي بعد أن خسرت كل شيء، لكنني أيضا غير قادرة على الغفران. لست أقوى على مسامحة من عبثت بمعنى الصداقة وميثاق الأخوة، ومن ضربت عرض الحائط بوفائي وولائي لها.
لقد أخذت عبرة أريد اليوم نقلها لكل من يريد الإعتبار، فالقلوب لا يعلم بما تحويه إلا الله. وعديد المقربين منا قد لا يكونون مثلنا ولا في نفس مستوى طيبتنا وأخلاقنا، نمدّ لهم يد العون بحسن نية. فنجد أنهم من يسمحون لأنفسهم بلا ضمير إلحاق الأذية بنا.
كفيلة أنا بلملمة أشلائي وكفكفة دموعي، سيكون الله في عوني لتجاوز محنتي وسأقف على رجلاي من جديد. لكن لن اكون أبدا مثلما كنت عليه بالأمس، فالطيبة دفنتها مع ماض أليم، والثقة باتت عملة لمن لم يلذغ من قبل. لأنني سأكون إنسانة أخرى لن تعير لمبدأ من يبدون المودة أي أعتبار، لن أهتم بالصداقات ولا حتى الكلام المعسول. الذي يوجه إلي وفي صلبه سمّ قاتل، نعم تغيرت ولم يعد لي من رغبة في أن تكون لي صديقة أو رفيقة. ففي زمننا هذا الوفاء غال ولا يمكننا أن نتحصل عليه من طرف إنسان رخيص.
أكتب خلاصة تجربتي بقلم مشبع بالدم والدموع، عديد الناس في عالمنا هذا يختبؤون وراء الوفاء الكاذب يتحينون الفرصة. لأن يلقوا عليك سهامهم وسيوفهم ولن تهدأ أنفسهم إلا وهم يرونك جثة هامدة، فإحذروا أن لا تكون بينكم وبين من يتقاسمون معكم الحياة. من جيران وأصدقاء وحتى زملاء حدود، حياتكم الخاصة بما فيها من هموم وأفراح تخصكم ولن يقاسمكم الوجع أحد.
وعد الله حق، وأنا متيقنة من أن من خذلتني وضرتني في الصميم ستنال جزاءها يوما ما فكل ساق بما سقى. يسقى، بنت سعادتها على حطام أحلامي فلن أمسامحها ما حييت وسيقتص الله لي منها مهما كان .
كلماتي التي يخطها اليوم القائمون على مركز الأثير عبرة لمن يعتبر قصة من عمق واقع ما خفي فيه كان أعظم.
المغدورة م.فرح من الشرق الجزائري.
حاكت التجربة “ب.س”