قبسات نورانية: فضل دعاء “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عنا”
في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان، يكثف المسلمون من دعائهم المرتبط بالعفو كسنة عن النبي محمد صلى ولعل أحد أبرز هذه الأدعية (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا).
وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الدعاء فالعفو هو أحد أسماء الله الحسنى وأحبها إليه، وقد روت السيدة عائشة رضى الله عنها أنها قالت لرسول الله: (يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: قُولِى: “اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى” .
ومن هنا تبدو أهمية هذا الدعاء الذي أوصى به زوجته السيدة عائشة ابنة أبو بكر الصديق رضي الله عنهما في تلك الليالي العشر الأخيرة من رمضان؛ حيث أن العفو هو سؤال اللَّه عز وجل الذي يتجاوز برحمته وقدرته عن الذنوب.
ليس هذا فحسب فقد ورد عن القرطبي رحمه اللَّه تعالى: (العفو، عفو اللَّه عز وجل عن خلقه، وقد يكون بعد العقوبة وقبلها، بخلاف الغفران، فإنه لا يكون معه عقوبة البتة)
ويشير القرطبي أيضا إلى أن قول النبي صلى الله عليه وسلم (تحب العفو) أي أن اللَّه تعالى يحب أسماءه وصفاته، ويحب من عبيده أن يتعبَّدوه بها، والعمل بمقتضاها وبمضامينها، ويحب اللَّه تعالى العفوَ من عباده بعضهم عن بعض فيما يحب اللَّه العفو فيه.
