إعــــلانات

قتيل وأكثر من 100 جريح بعد «معارك» في ثلاث بلديات بغرداية

قتيل وأكثر من 100 جريح بعد «معارك» في ثلاث بلديات بغرداية

شلل تام في وسائل النقل وغلق كلي للمحلات التجارية

 نشبت، منذ صباح أمس، وفي وقت واحد، مشادات عنيفة بين المواطنين عبر ثلاث بلديات، أدّت إلى انفلات أمني خطير لم تشهده الولاية منذ سنوات، عجزت الشرطة عن احتوائه في كل من مناطق بني يزڤن وثنية المخزن وبنورة وسيدي أعباز والضاية بن ضحوة وتوزوز والغابة، بالإضافة إلى منطقة شعبة النيشان، كما تم تسجيل أكثر من 100 جريح من المتشابكين ورجال الأمن، وتسجيل خسائر مادية معتبرة من عمليات حرق وتخريب ونهب وسلب واعتداءات متكررة على الأشخاص والممتلكات العامة والخاصة، الأمر الذي أدى إلى تطور الوضع بشكل رهيب  .وكانت بداية المشادات داخل المؤسسات الثانوية في كل من حي بيني يزڤن وحي سيدي أعباز، أين دخل تلاميذ حي بني يزڤن وثنية المخزن بثانوية مفدي زكرياء وبين تلاميذ حي سيدي أعباز وبنورة بثانوية سيدي أعباز، في مناوشات داخل الأقسام، لتتطوّر على الساعة العاشرة، وقت الاستراحة، ثم تحوّلت إلى مشادات بأسلحة بيضاء، الأمر الذي جعل مسؤولي الثانويات يناشدون مصالح الأمن، وأخرجوا التلاميذ، لتتطور الأمور بعد الخروج وتتحوّل إلى معركة حقيقية استعملت فيها جميع الأسلحة البيضاء والرشق بالحجارة، تدخلت إثرها مصالح الأمن المدعّمة بقوات مكافحة الشغب لتفرقة المتناحرين، عن طريق إطلاق قنابل مسيلة للدموع. كما شهدت الولاية شللا تاما في المواصلات والمركبات، بعد غلق الطريق الوطني من كل الجهات، وغلق كلي للمحلات التجارية والمؤسسات العمومية.وقد تعرّض مقرّ الأمن الحضري الأول بشعبة النيشان، لهجوم مفاجئ من قبل تابعين للرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان، باستعمال قارورات المولوتوف التي كانت تتساقط على مقر الأمن بشكل عشوائي، في محاولة واضحة لحرق مقر الأمن وإحداث فتنة في ذات المنطقة، أين تعرّضت بعض المنازل إلى الرشق بالحجارة والقارورات الحارقة، الأمر الذي جعل أصحابها يدخلون في اشتباكات بينهم، كما تعرّض العديد من رجال الأمن إلى حروق وجروح وصفت بالخطيرة، نتيجة انفجار تلك القارورات مباشرة على رجال الأمن الذين كانوا يقومون بحماية أملاك المواطنين في ذات المنطقة.

مشادات فوق الجبال والغابات بعد تفرقة المتناحرين

تشهد الجبال الفاصلة بين حي بني يزڤن وثنية المخزن، معركة حقيقية استعملت فيها جميع أنواع الأسلحة البيضاء والرشق بالمنجنيق، وذلك بعدما تعرّضت منازل حي ثنية المخزن الموجودة في الأسف، للحرق من الأعلى، بعدما قام شباب من بني يزڤن برمي عجلات الشاحنات مشتعلة بالنيران على مساكن ثنية المخزن، كما تشهد غابة أزويل والطريق الوطني رقم 1 على مستوى بلدية بنورة، مشادات عنيفة بين مواطنين من قصر بنورة ونظرائهم من حي سيدي أعباز، كما اندلعت مشادات جد عنيفة بين مواطنين من حي الضاية ونظرائهم من حي الغابة وتوزوز، وذلك بعدما قام أشخاص من الحيين الآخرين برشق حافلات النقل العمومي وحافلة تابعة لطلاب الجامعة، حيث نشبت معركة داخل الأحياء والغابات والطريق الرئيسي، مما نتج عنها إصابات خطيرة من طرف المتشابكين، كما تم تدخّل عناصر الدرك الوطني التابعة لقوات التدخل السريع.

محطــة البنزيــــن والمستشفــــى الرئيسي ينجوان من الحرق

نجت محطة البنزين بحي سيدي أعباز، الموجودة على مستوى الطريق الوطني رقم 1، ومستشفى ترشين إبراهيم، من عملية حرق، بعدما نشب حريق مهول بغابة الموجودة بالحي، أين تدخّل أعوان الحماية المدنية، وقاموا بإخماد النيران في الوقت المناسب، كما سجلت مصالح الحماية المدنية عشرات الحالات من الحرق، أين تم حرق غابات بمنطقة توزوز والعديرة وسيدي أعباز، كما تم حرق عشرات السيارات والدرجات النارية، بالإضافة إلى محلات ومنازل في عدّة مناطق من تلك الأحياء التي تشهد معارك عنيفة.

تسجيل أول حالة وفاة وإصابة 10 أعوان شرطة

 إثر تصعيد خطير للأحداث، سجّلت، أمس، المصالح الصحية، أول حالة وفاة، لشاب يدعى «قبايلي الناصر»، تم نقله على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى ترشين إبراهيم بسيدي أعباز، وكشفت مصادر «النهار»، أن القتيل تعرّض لإصابات خطيرة أثناء المواجهات التي جمعت بين المتساكنين بمنطقة التزوز. وفيما أكدت المصادر سقوط قتيل ثان، لكن نفت أن يكون قد هلك متأثرا بإصابات نتيجة الاشتباكات، وقالت المصادر، إن الضحية هلك متأثرا بسكتة قلبية بالقرب من حي 15 فيلا ببلدية غرداية، نقل من طرف مصالح الحماية المدنية إلى مستفى ترشين إبراهيم. كما أصيب أكثر من 10 أعوان أمن، صبيحة أمس، أثناء عمليات تدخّلهم إثر اندلاع الأحداث بأحياء متفرّقة من مدينة غرداية، وسجّلت المصالح الطبية بمستشفى ترشين إبراهيم والعيادات الجوارية، ما لا يقلّ عن 25 جريحا، بعضهم أُصيب بجروح خطيرة، تطلّب نقله على جناح السرعة إلى ولاية مجاورة، في حين رفض العدد الأكبر من الجرحى في صفوف المتساكنين الذهاب إلى العيادات أو المستشفيات من أجل تلقي العلاج خوفا من المساءلة الأمنية.

 حرق 3 منازل و3 محلات وتحطيم حافلتين وسيارتين

سجّلت السلطات المحلية إلى غاية الساعة الثانية من زوال أمس، خسائر مادية معتبرة، خلّفتها المشادات العنيفة في مختلف أحياء المدينة، تمثلت في حرق وتخريب 3 منازل و3 محلات، بالإضافة إلى تخريب حافتين لنقل المسافرين و سيارتين، بالإضافة إلى محاولة حرق عدد من البساتين، كما تم تشريد عدد من العائلات التي أحرقت منازلها. بعضها تقع في خطوط التماس الأولى بين المتساكنين، اضطروا إلى مغادرتها خوفا على حياتهم.

مصادر أمنية تنفي أي تدخل لقوات الجيش في غرداية

نفت مصادر أمنية، كل ما تداولته مؤسسات إعلامية، حول تحرّك قوات تابعة للجيش الوطني الشعبي من الناحية العسكرية الرابعة إلى ولاية غرداية، وأكدت أن كل ما تداولته بعض وسائل الإعلام، هو عبارة عن إشاعات لا أساس لها من الصحة، وقال المصدر، إن قوات الجيش الوطني الشعبي تقوم بمهامها الدستورية بما يخوّله لها القانون، ولا وجود لأي تدخل لقوات الجيش الوطني الشعبي في أحداث غرداية، باستثناء تدخل قوات الدرك الوطني التي يخوّل لها صلاحية ذلك.وقد تداولت بعض وسائل الإعلام والفضائيات الخاصة، خبرا مفاده تنقّل فرق من قوات الجيش الوطني الشعبي من الناحية العسكرية الرابعة إلى ولاية غرداية من أجل التدخل لوقف أحداث غرداية.

  ملثّمون من جماعة «الماك» يُشعلون غرداية

قال مصدر أمني رفيع، إن عددا من الملثمين ينتمون إلى مجموعة «كمال فخار»، قاموا بالتنقل عبر الدراجات النارية، وقاموا بإشعال نار الفتنة في أنحاء متفرقة من المدينة بطرق مختلفة، مما جعل ردة الفعل بين المتساكنين عنيفة لدرجة كبيرة، وأوضح أن مصالح الأمن تملك فيديوهات حولهم ويتم فحصها من أجل التعرّف عليهم، وقد تم فتح تحقيق معمّق في القضية من أجل الوصول إلى هؤلاء. من جهة أخرى، اجتمع عدد من ممثلي أحياء المتساكنين في مقر ولاية غرداية، رفقة «محمود جامع» والي الولاية، وتم اقتراح أن يتم تكوين لجان من الأئمة والأعيان، تقوم بعملية نصح دائم في مختلف مساجد المدينة من دون استثناء، بهدف تحذير المواطنين من السقوط في فخ المؤامرات الخبيثة التي تقودها أطراف تتغذى بالفتنة وتستهدف مدينة غرداية.

توقيف 6 أشخاص وحديث عن إطلاق النار بين المتظاهرين

كشفت مصادر أمنية عليمة، أنه في إطار النظام، من خلال سلسلة التدخلات لفك الاشتباكات، تم توقيف 6 أشخاص، من بينهم 3 ضبطوا خلال أحداث الشغب، أما البقية فتم إلقاء القبض عليهم بتهمة السرقة، مستغلّين الأجواء المشحونة والانفلات الأمنية. ومن جهة أخرى، استفيد بأن مصالح الأمن باشرت تحقيقات موسّعة حول قضية استعمال الرصاص الحي أثناء المواجهات بين السكان، وفيما لم يتم التأكد من الجهة التي استعملت الأسلحة النارية، علم بأن دويّ إطلاق النار لفت انتباه مصالح الأمن.

 

 

رابط دائم : https://nhar.tv/GpPvk
إعــــلانات
إعــــلانات