قصة وعبرة: عن الصداقة نتحدث
أنا لست رفيقك الآن لِما تناديني بهذا اللقب؟ ولِما تكررها كثيرا؟ أ تقولها لي لأصمت؟ حسنا سأصمت.
ابتسم لي وقال: لم أقولها لأغضبك بل قلتها لأذكرك بأنك رفيقي، أتعلم ما معني أن تكون رفيق، فكلمة رفيق لم تأتِ فقط من الرفقة بل من الرفق واللين، أن يراك الشخص مساحته اللينة والرقيقة، أن ينتظر الرفق منك وبك عليه دون باقية البشر، أن يلجأ لك من قسوة العالم وضيقه لأنه متأكد من أنك رفيق رقيق، أناديك بها كي تأخذ بالك من كلماتك فأنت رفيقي لا أريد أن أري غير رفقك ولينك، وأنا أتذكر أني أحدثك أنت فأختار أرفق الكلام معني وأخفها أثرا، حتى وإن خسرت هذا النقاش فماذا سأستفيد إن ربحته وخسرتك أنت، أذكرك أننا لسنا في مناظرة لكل هذا الجدال فيكفي أن أعتذر لك ونعود مثلما كنا، أريد أن أنبهك وأنبه نفسي أننا لا نتحدث مع شخصٍ عابر بل مع رفيق الطريق، أريد أن أخبرك بأنك مهما قلت ستظل رفيقي، ومهما فعلت سأظل أرافقك، لا معني لجادل بين الرفقة بغضب لقد خلق لنا الله رفقاء لنرافق بعض ونرفق ببعض، صدقيني لم أخبرك بها لتصمت بل لترق، لتحن، لترفقن وأعرف أنك ستصدقني لأنك رفيقٌ صديقٌ.