إعــــلانات

قصّة وعبرة: قصّة الشّاب والطّائر الجريح

قصّة وعبرة: قصّة الشّاب والطّائر الجريح

يحكي أن في قديم الزمان كان هناك شيخ عالم جليل يتوافد عليه طلّاب العلم من كل مكان ومن كل بلدان العالم لينهلوا من علمه ومعرفته وحكمته وخبراته في الحياة، حيث أنه كان معروفاً عنه الحكمة ورجاحة العقل والعلم الوفير، وفي يوم من الأيام جاءه طالب علم وكان شاب فقير لا يملك المال، فجاء إلي الشيخ يستأذنه أن يسافر ليطلب المال، فأذن له الشيخ بذلك، فأخذ الشاب أمتعته وبدأ رحلته الطويلة، وبينما هو مسافر مر علي منطقة صحراوية مهجورة وجد فيها طائر جريح ملقي علي الأرض، ولكنه مازال علي قيد الحياة علي الرغم من الجروح التي أصابته، نظر الطالب إلي الطائر في دهشة وتعجب شديدين وهو يقول في نفسه : كيف تمكن هذا الطائر من البقاء علي قيد الحياة مع كل هذه الجروح التي أصابته ؟

اهتم الشاب لأمر الطير كثيراً ودفعة فضوله أن يراقبه لفترة من الزمن، فإذا بطائر آخر يأتيه كل ليله ويجلب له الطعام، أصابت الحيرة والدهشة هذا الشاب وأخذ يردد سبحان الله إلى يرزق الطير في الصحراء، سيرزقني بالتأكيد وأنا عند الشيخ دون أن أسافر، فأخذ الشاب أمتعته ورجع إلى شيخه من جديد وألغي فكرة السفر لطلب المال.

حين رآه الشيخ سأله ما الذي أعادك من جديد بهذه السرعة، فحكي له الشيخ قصة الطائر الجريح الذي وجدة في الصحراء، وكيف أنّ الله عز وجل قد بعث له رزقه من خلال طائر آخر يأتي إليه بالطعام كل ليل، وبالتالي فإن الله الذي رزق هذا الطير الجريح في الصحراء سيرزقني بالتأكيد وأنا عندك دون سفر، سكت الشيخ قليلاً مفكراً في حال الشاب ثم قال : ولكن يا بنيّ لماذا اخترت أن تلعب دور الطائر الجريح في هذا العالم، لماذا لم تختار أن تكون الطائر القوي الذي يساعده، يا بنيّ كن أنت صاحب اليد العليا ولا تكن صاحب اليد السّفلى.

رابط دائم : https://nhar.tv/EuVfS
إعــــلانات
إعــــلانات