قـارورات تسبب السـرطـان!

قارورات البلاستيك غير صحية وتتسبب في تسميم المياه
جمعية المستهلك: ”الدراسة مؤكدة ولابد من نقل المياه ليلا أو في شاحنات مغطاة”
منتجو المشروبات: ”هناك بعض الحالات المسجلة خاصة في قارورات المشروبات الغازية”
أكدت دراسة علمية أمريكية حديثة أن تناول المياه المعدنية في بلدان المغرب الغربي وشمال أفريقيا ومنها الجزائر يسبب السرطان، لأن هذه المياه تعبأُ في قارورات بلاستيكية مرسكلة تصنع من النفايات البلاستيكية، بطريقة لا تراعى فيها معايير وشروط السلامة والصحة، وتطلق مواد متحللة تسمم المياه، مع إعادة استعمال تلك القارورات في تناول مواد سائلة.وكشفت الدراسة أن الجزائر ودول البحر الأبيض المتوسط والمغرب العربي تعد من بين الدول التي تعرض قوارير أطلقت عليها تسمية ”ڤارورة الموت”، خاصة وأن العديد من الجزائريين وبعد انتهاء محتوى القارورة من التعبئة الأولى الأصلية يعيدون استخدامها من خلال تعبئتها مجددا بالمياه أو العصير، وهو ما يعرض الجسم إلى مواد وعناصر مسرطنة وفقا للدراسة ذاتها.وحذرت الدراسة الأمريكية التي أعدت شهر أكتوبر من السنة الجارية، من استخدام قارورات المياه المصنعة من مادة البلاستيك التي يطلق عليها ”البولي ايثلين”، مشيرة إلى أن خطرها يكمن في إعادة استخدامها بعد فتحها وتفريغها للمرة الأولى، قبل أن توضح أن المياه في حد ذاتها لا تسبب السرطان، وإنما المواد المتحللة من القارورة، داعية الى ضرورة فحص أسفل القارورة، حيث سيتضح للزبائن وجود مثلثات بها رقم، فإذا كان هذا الرقم أكبر أو يساوي ٥ فهي قارورة آمنة وتم تصنيعها وفقا للمعايير الدولية ويمكن استخدامها، أما إذا كان الرقم أقل من 5 فهي تحلل المواد الكيميائية.من جانب آخر، أشارت الدراسة الأمريكية أن بعض الشركات تسعى إلى تمييز منتجاتها، بوضع علامات وإشارات دالة، بيد أن المواطنون لا يعرفون معنى تلك الإشارات ولا شيء عن معنى تلك الدلالات، كونها غير مشروحة على المنتج.ولأن الحذر مطلوب، فلابد على كل مستهلك مراقبة كل إشارة أسفل القارورة، فكل واحدة منها تشير إلى مدة تدوير واستخدام تلك القوارير، حيث يوجد عادة رسم لمثلث ذي أسهم وفي داخل المثلث توجد أرقام، وعليه ذكر التقرير الأمريكي أن الأرقام من واحد إلى أقل من خمسة خطرة جدا ولا يمكن استخدام القارورة لأكثر من مرة واحدة فقط، أما الأرقام من خمسة إلى ما فوق فإنها تشير إلى إمكانية إعادة استخدام القوارير البلاستيكية، وعادة تكون في القوارير الكبيرة، أما الأرقام سبعة وثمانية فإنه لا غبار عليها، وعليه قبل الشراء يجب التأكد من احتواء القوارير.
رئيس جمعية المنتجين الجزائريين للمشروبات لـ”النهار”: المياه المعدنية سليمة وتخضع لشروط رقابية دقيقية
كشف رئيس جمعية المنتجين الجزائريين للمشروبات علي حماني، في اتصال هاتفي مع ”النهار”، أن المادة البلاستيكية المستخدمة في صناعة القوارير خطيرة، وبعضها مواد مسرطنة، ولكنها لا تؤثر سلبا إذا ما تعاطى الإنسان معها، قائلا إن الخطر يكمن في المادة المصنع منها هذه العبوة مثل ”pp” وتعني ”بولي بروبلين” و”pe” وتعني ”بولي ايثلين”، مفيدا أنه في الجزائر، وفيما يتعلق بالمياه المعدنية سبق وأن تم تسجيل حالات منافية، لكنه تم الكشف عنها وتم وضع حد لمنتجيها، أين تخضع عملية تعليب المياه المعدنية إلى شروط مراقبة دقيقة وحساسة، سواء من طرف الوزارة الوصية أو من طرف معهد باستور، مشيرا إلى أنه لا يخفي وجود بعض الحالات المتعلقة بالقارورات الخاصة بالمشروبات الغازية، في ظل وجود منتجين لا يحترمون الشروط المنصوص عليها، قائلا إن العمل جار لوضع حد لمثل هذه النشاطات التي تهدد سلامة وصحة المستهلك، مؤكدا أن المياه المعدنية سليمة وصالحة للشرب، داعيا إلى عدم إعادة استخدام تلك القارورات لنفس الغرض، قبل أن يعود ويؤكد أن المشكل الذي يواجه المنتجين هو نقص شركات التحويل والاسترجاع المتخصصة.
رئيس جمعية حماية المستهلك:الدراسة ثابتة ومؤكدة وأضحى ضروريا اتخاذ تدابير جديدة لعرض المياه ونقلها بعيدا عن أشعة الشمس
بالموازاة، أكد الناطق الرسمي لجمعية حماية المستهلك مصطفى زبدي، أن الدراسة الأمريكية التي تقول بأن القارورات البلاستيكية مسرطنة دراسة ثابتة ومؤكدة، كاشفا أنه وبصفته رئيس جمعية حماية المستهلك، فقد دعا في العديد من المناسبات إلى وضع حد لكيفية عرض المياه المعدنية وحتى المشروبات الغازية والعصائر، إذ أنه لم يخف أن شروط عرضها فيها خطر كبير على صحة المستهلك، حيث أوضح أن المياه التي تعرض تحت أشعة الشمس تتسبب في مرض السرطان وأمراض أخرى، كون أن المواد الكيميائية المستعملة في صنع القارورات مواد سامه وبعرضها لأشعة الشمس تتفاعل المياه، ما ينجر عنه خطورة على الصحة، ليعود ويؤكد أنه أصبح من الضرورة وضع تدابير وقائية كنقل المياه في شاحنات مغطاة أو نقلها ليلا، كما يتعين عرضها في أماكن الظل وأن تكون بعيدة عن كل مصدر للحرارة.