كرامتي على المحك.. مهمة الزوجة الثانية رهان أريد أن أفوز به
سيدتي،حياك الله وبياك من خلال ركن جميل أعتبره فسحة للتائهين. فركن قلوب حائرة عبر موقع النهار أونلاين لازال يعانق بأجوائه كل من دق أبوابه طالبا المشورة بغرض السلاك. ولا أخفيك أنني واحدة من هؤلاء الذين يريدون الثّباث على باب النصح والإرشاد الذي تقدمينه.
سيدتي، أنا إنسانة وقعت في براثين الحيرة والخوف، فمجتمعنا الذي نحيا فيه لا يمنح للمنكسرين فرصة ليلقوا بأهاتهم فيه. لأنّ السباق نحو بلوغ المصالح أملى على أصحابها الدوس على مشاعر الأخرين من المستضعفين وحتى المحتقرين من طرف فئة ما. وهذا ما يضيّق عليّ الخناق اليوم حيث أنني أريد أن أبين للجميع أنني لست منكسرة.
يؤلمني سيدتي ما أحياه من ضغوطات وهموم، والدليل أنني قبلت الزواج مرة أخرى بعد طلاقي من رجل متزوج فقط حتى أضحد أفكار أهلي. خاصة إخوتي وزوجاتهم والذين حملوني مسؤولية إخفاقي في زيجتي الأولى من رجل إتهمني بأشياء ولفق لي عيوبا الله وحده يعلم أنها ليست في.
صدقيني سيدتي، فما نلته من أهلي وأنا أعود أدراجي إلى بيتنا أكبر مما عانيته من زوج متغطرس لم يرحمني، حيث أنه مارس عليّ ظلما وتعسّفا كبيرين، ولم تكن عدم قدرتي على الإنجاب إلا القطرة التي أفاضت الكأس ليطلّقني ويتخلّص مني. وعوض أن يحتضنني أهلي ويبدّوا من روعتي وجدتهم ينكّلون بي ويؤيّدون طليقي في فشلي على جميع الأصعدة.
بعد عديد السنوات التي مكثتها بين إخوتي وزوجاتهم وسط ظروف نفسية قاهرة، وجدت أحد أقربائي المتزوجين يطلبني من أبي حتى أكون له الثانية بمدعى أن زوجته الأولى تعاني من بعض الأمراض، وليقيني من أنه ومهما بلغ فإن قريبي لن يؤذيني ولن يلحق بي ما عانيته مع طليقي في السابق ومع أهلي فقد قبلت و قررت أنني سأكون عكس ما يظنّه بي الجميع. ولهذا أريد منك سيدتي من النصائح ما يجعلني أنجح وأفلح في زيجتي هاته، لأنّ تهم الفشل الذّريع نالت مني، وأنا أريد أن استعيد كياني بين أهلي ولو كلفني الأمر الدّوس على كرامتي.
أختكم .شيماء من الشرق الجزائري.
الرد:
عزيزتي، هوني عليك ولا تحمّلي قلبك المنكسر ما لا طاقة لك به، وتيقني من أن الخير آت لا محالة ومن أنّ حياتك ومهما كان ستعرف إنفراجا وفرجا بإذن الله.
أحيي فيك أختاه روح المسؤولية الذي جعلك تقبلين الزواج مرة أخرى لمتنحي نفسك فرصة أن تحيي السعادة والتقدير من زوج زينت معه النية لأن تحظي منه بالحب والإحترام. كما لا يفوتني أن أحيي فيك روح المسؤولية لأنك قبلت بأن تكوني زوجة ثانية تبتغين رضا الله وتحصّنين نفسك وهذا ما يؤكّد حسن سريرتك. وكأي إنسان واع يريد بلوغ الإستقرار لا أنصحك سوى أن تطوي صفحة الماضي وتتصالحي مع نفسك يقينا منك بقدراتك وإمكانياتك على إسعاد من حولك بمن فيهم زوجك.
لست مطالبة بالكثير، وأول ما عليك فعله أن تبقي على سجيتك وحسن سيرتك، ومن أن تكوني لينة في التعامل مع من حولك كالزوجة الأولى لزوجك وأبنائه، كذلك ليس من الضروري أن تتجهمي لأهلك ومن أن تتصرفي معهم بما يسيء لك ولهم، ولتبرهني لهم أنك لست بالإنسانة الفاشلة من خلال برّك وطاعتك لرفيق درب سيرفع بكيانك أمامهم من خلال ثنائه على تصرفاتك وخلالك. أبعدي هاجس الفشل عن تفكيرك، وتوسّمي الخير من دون أن تطمس كرامتك، فلست بالضرورة ستحيين ما حييته مع زوجك الـأول من ظلم وتقتير سيكون عنوان حياتك مرة أخرى، لذا ثقي بالله وبنفسك ولا مناص لك إلا التفاؤل.
ردت: “ب.س”