كل صيف يهملنا.. زوجي لا يبالي لراحتنا
السلام عليكم ورحمة الله، سيدتي قراء الموقع الكرام، أتمنى أن يكون الجميع بخير، أما أنا فإنني أمر بفترة صعبة للغاية، بسبب التفكير الزائد، ففي كل سنة أقول أن الأمور قد تتغير إلا أن الأحوال تبقى على حالها، فزوجي المصون يرفض فكرة التنزه مع الأولاد، ومعظم وقته يمر بين العمل والمقهى والسهر مع رفاقه.
سيدتي في بداية زواجي كنت أتفهم الأمر، فقد كنا نمر بفترة حرجة من الناحية المالية، حيث كنا نوفر لدفع أقساط السكن، والآن الحمد فقد أكرم الله علينا بمنزل وتجاوزنا الأزمة، لكن بقت تلك العادة لصيقة فيه، تحدث إليه كثير وقلت أننا بحاجة للتغير رفقة الأولاد مثل الناس، حتى أصبحت أغار عندما أسمع أن أخواتي أو قريباتي ذهبن في رحلة، وكلما فاتحته في الموضوع ذكرني دوما أنه لم يقصر يوما في مسؤولياته اتجاهنا من ناحية المسكن والملبس والأكل، فهل الحياة أكل ولباس فقط..؟
سيدتي حقا سئمت هذا الوضع، حتى الأولاد حين يطلبون منه الخروج تثور أعصابه ويصرخ في وجههم، فكيف أتصرف لأغير قناعته، أفيدوني جازاكم الله خيرا.
أم رحاب من الشرق
الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، سيدتي مرحبا بك وبكل القراء، قبل كل شيء أعتذر منك لأنني سأكون صريحة في ردي على رسالتك، لقد أعبت جدا طريقتك ومقارنة حياتك بغيرك من النساء، فهذا حقا أمر متعب للغاية، لذا نصيحتي الأولى أن تمنحي لنفسك القليل من السلام، وإن كنا مضطرين للمقارنة، فلنقارن حياتنا بما كانت وكيف تغيرت، هذا مريح أكثر، هذا من جهة، من جهة أخرى هنا أسلوب معين لابد أن تستعيني به في طلب الأشياء، الرفق، فالرفق ما كان في الشيء زانه، وما خلا من الشيء إلا شانه، فما عليك إلا أن تكوني لطيفة وذكية مع زوجك، أفهميه أن التغيير مهم لراحة العائلة ككل بما فيه هو، وأن الأولاد وبعد سنة كامل من الجد والمثابرة لابد من مكافئتهم بما يجعلهم يجددون طاقتهم، وكم هو مهم أن يقضي معهم وقتا ليعلهم أسس الحياة العامة، الحياة ليست فقط أكل وشرب بل هناك أمور أخرى هامة وعليها أن يتفهمها، ثم اعلمي أن التغيير ليس فقط بالخروج، بل يمكن أن تحضري أجواء جميلة في المنزل لتعود زوجك على قربكم، ثم تأتي باقي الأمور رويدا رويدا، كما لا يفوتني حبيبتي أن أنوه لأمر مهم للغاية، وهو وضع زوجك المادي، فربما هو السبب وراء تنصله من هذه الرحلات، ولك أن تقدري الوضع فأنت أدرى به، فربما لو أنك تخططين لرحلة تكلفه القليل قد يغير رأيه.
حبيبتي كوني ايجابية وحاولي ألا تؤثري سلبا على أولادك وطاقة المنزل عامة، علمي أولادك أن لكل عائلة ظروف تمر بها ولابد أن نصبر عليها ولا تتحدثي أمامهم بسوء عن والدهم، على العكس كوني داعمة لزوجك ومتفهمة مثلما كنت في الماضي إلى أن تحقق حلمكم في الحصول على منزل، هذا نصيبك حبيبتي وعليك أن تتكيفي مع الوضع لا أن تثوري غضبا، أعانك الله وطابت عشرتكم بالمودة والرحمة أختاه.