إعــــلانات

كل ما تعلمته من الدنيا‮ ‬يندرج تحت قائمة الإنحراف والقذارة

بقلم fateh
كل ما تعلمته من الدنيا‮ ‬يندرج تحت قائمة الإنحراف والقذارة

إليك أكتب سيدتي وآلامي تفوق الحد، أبكي دموعا ودما، أبكي حسرة وندما على ضياع كل شيء في حياتي، ضيعته بسبب طموحي الزائد وحبي للمال، أسرتي كلهم مثلي يحبون المال بجنون، والدتي تعمل في الدعارة وأختي وأنا أيضا، عندما سلكت نفس المجال حتى أكون ثروة كبيرة، وبالفعل بدأت أعمل في هذا المجال وأصبحت ألعب بالأموال وكنت أريد أن أكون الفتاة الذكية جدا، فبدأت أضع أموالي بالبنوك، لأنني كنت أرى أن هذا العمل لن يدوم، لكن المرض بدأ يصيبني ويتعبني، في البداية تخيلته مرضا عاديا وسيزول، لكن كل يوم كنت أشعر بالتعب أكثر، إلى أن أجريت فحوصات كثيرة ومنها فيروس السيدا، صدمت من مجرد فكرة الفحص، لكن الصدمة الكبرى كانت عندما علمت أنني مصابة بالمرض فعلا، بكيت بكل دموع الندم والحسرة، لم أقصد أن أخطئ طوال حياتي، لكن كان الأمر مر بالنسبة لي مجرد عمل أسترزق منه وأتركه، سافرت إلى قريتي واعتكفت في المنزل لأتوب، أصلى ليل نهار وأنفق وأتصدق على الفقراء من أموالي التي لا أريد منها أي شيء، ماذا استفدت منها غير المرض اللعين، ذهبت لأمي وأخواتي وأنا أرجوهم وأتوسل إليهن أن يتركن هذا الطريق الذي لن يستفدن منه في شيء غير المرض وسخط الله، لأنني لا أريد لهم ذلك المصير، لكنهن يريدونه لأنفسهن، قلبي يؤلمني عليهن لكنهن لا يرتدعن أبدا، لقد دخلت ذلك المجال، لأن أهلي لم يحصونني بشهادة أو بعلم أو بأخلاق، كل ما علموه لي يندرج تحت قائمة الإنحراف، أمي فعلت كل شيء سيئ أمام أعيننا، لم تجعلنا نعيش طفولة عادية مثل كل الأطفال في سننا، جعلتنا نعيش ونرى أشياء ما كان يجب أن يعرفها أطفال في تلك السن، ورغم مرضي لم تتأثر أبدا، وكانت كلمتها الوحيدة (كيما جابو ليك المرض أدي أنت المرض للآخرين)، هذه نصيحة أم من المفترض أن توعي ابنتها، هل مصيبتي في الحياة أنها أمي، أم أن مصيبتي في الحياة أنني لم أصل أبدا لم أفكر بربي ولا في أي شيء غير الرجال والخطيئة، لم يكن يهمني المجتمع ولا الدين والأخلاق، نادمة أنا بعد فوات الأوان، بعد أن فتك المرض بي واستفحل في جسدي يا رب أغفر لي ذنوبي وخطاياي أرجوكم أدعو لي جميعا بالشفاء والمغفرة وقبول التوبة، إذا توفاني الله أكون قد تخلصت من كل أموال الخطيئة، سأقضي أيامي الأخيرة في مساعدة الناس، في أي شيء لكن كل الذين يعرفون الماضي يبتعدون عني حتى لا تصيبهم لعنة القذر، أعذرهم على ذلك لأن مجرد الحديث معي شبهة.

أشكر جريدة ”النهار”، لأنها منحتني الفرصة لأبوح بكلمات محتضرة تنتظر الموت زادها الندم، الندم على عمر ضيعته في الخطايا والذنوب والحياة القذرة التي لا تليق بإنسان كرمه الله، لقد جربت كل شيء حتى المخدرات جربتها، ممنوعات كثيرة أخذت طريقها في دمي لا أعرف أين كان عقلي كأنني كنت في غيبوبة، وقد أفقت أخيرا على واقعي وحياتي المظلمة، أرجو من كل إنسان أن يفكر جيدا قبل فعل أي شيء، وأن لا يضيع عمره في المعاصي التي ستسوّد وجهه فقط عند لقاء رب كريم.


رابط دائم : https://nhar.tv/ScaMU