إعــــلانات

لأني كنت سليطة اللسان.. ها أنا اليوم أدفع الثمن

لأني كنت سليطة اللسان.. ها أنا اليوم أدفع الثمن

لأني كنت سليطة اللسان.. ها أنا اليوم أدفع الثمن
تحية جميلة للجميع وطابت أوقاتكم، سيدتي لأنني حقا نادمة على تصرفات صدرت مني في الماضي. أنا اليوم أعيش عذابا كبيرا لأنني أجني ما حصدت بأتم معنى الكلمة. فأتمنى أن أجد الاحتواء بدل العتاب واللوم، ففي أيام الثانوية كنت أحب كثيرا المزاح. وكنت أنا أكثر واحدة من بين صديقاتي التي أزين الجلسات لكن بالضحك والتنمر والاستهزاء بالغير، وكنت أسخر كثير من أستاذاتنا آنذاك. خاصة غير المتزوجات، كنت أعيرهن وأنعتهن بالعوانس.

تحصلت على البكالوريا، وانتقلت إلى الجامعة وبقيت على سيرتي. وكانت طالبة معنا تتحدث عن أهلها بحسن نية لكنني عيرت أخواتها أيضا لأنهن تأخر عليهن النصيب، تخرجت من الجامعة. بحثت عن عمل لكن دون جدوى، وصرت أنا أيضا أنتظر النصيب لكنه لم يأتي وأنا اليوم على عتبة الأربعين من عمري. فأيقنت أن الله ابتلاني مثلما سخرت منهن، ولا أكف عن التفكير في ذلك، أعلم أنه ليس بيدي اليوم أن أغير الماضي. أن أستسمح كل من عيرتها سابقا، لكن أريد حقا أن أرتاح وأهنأ فقد تعبت حقا.
راضية من الوسط

الـــرد:

تحية أطيب أختاه، حبيبتي هذا المنبر هو بفضل الله عونا لكم، وباب للبناء والتقويم وليس للهدم وكسر القلوب. لذلك فالعتاب واللوم في غير وقتهما لا يجديان نفعا، لذلك تأكدي أنني أتفهم وضعك، فأنت تريدين تصحيح الماضي. وهذا الاعتراف رحمة من الله وبداية خير ان شاء الله، ودليل أيضا على أخلاقك الفاضلة. وقلبك الطيب، وعلى أي قارئ لرسالتك أن ينظر إليها من باب العبرة أولا، فالأرزاق بيد الله. فمن تزوجت فالله رزقها، ومن تأخر نصيبها فلحكمة أيضا لا يعلمها إلا الله.
أنت اليوم تشعرين بنوع من الحزن، وقرنت تأخر النصيب بتصرفات صبيانية صدرت منك وأنت مراهقة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل أنت فقط من تأخر نصيبك..؟ أكيد لا. فالكثيرات لم يتزوجن وهذا امتحان من الله تعالى أتمنى أن تكوني فائزة فيه بالحفاظ على عفتك وأخلاقك.

ثم عليك الانتباه للنقاط الآتية:

1- تيقني أن المال رزق، والأولاد رزق، والعلم رزق، وأيضا الزواج رزق، والله تعالى يرزق من عباده من يشاء. فعلينا الرضا بذلك وعدم الاعتراض، ولكن الله تعالى أعطانا طريقا واضحا لكيفية الوصول للرزق. لقوله تعالى: “ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب..”
2- اختاري صديقاتك ورفيقاتك بعناية، اختاري من تهديك عيوبك، وتنهاك إن غرتك الحياة الدنيا. فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وضح لنا أن المرء على دين خليله.
3- غيري نظرتك للحياة، ولا تحددي معالمها فقط في الزواج، وتربطي سعادتك وسلامة قلبك برجل يتخذك عروسا له. فالحياة أكبر وأوسع من ذلك، هي وصال بالله تعالى عبادته، وإتباع الأعمال الصالحة التي تقربك إليه. كالمحافظة على الصلوات، وكثرة الاستغفار، وتلاوة القرآن، عدم غيبة الناس وذكر سيرتهم بما يكرهون. فكل هذه الأمور تمنحك الاطمئنان، والرضا بكل ما قسمه الله لك، لهذا أحسني الظن بالله، فسبحانه وتعالى يقول: “أنا عند ظن عبدي بي ”
4- تأكدي أن الله على كل شيء قدير، وحين يقول للشيء كن فيكون، فالكثيرات في سنك. وأكبر منك حتى تأخر نصيبهن، لكن مرت سحابة أحزانهم وتفكيرهم، وهن اليوم معززات في بيوت أزواجهن. فأبعدي عنك وسواس الشيطان وكوني قوية الإيمان، تتبدل أحزانك سعادة ورحمات بإذن الله.
فتوقفي عن جلد ذاتك وحاولي أن تملئي قلبك بالإيمان واليقين أن الأرزاق بيد المولى، وسوف تجدين الهناء بحول الله.

»إضغط إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

رابط دائم : https://nhar.tv/n88SX
إعــــلانات
إعــــلانات