إعــــلانات

لا مكان له في حياتي من الإعراب

لا مكان له في حياتي من الإعراب

لا مكان له في حياتي من الاعراب
أبي هوسي….
بعد التحية والسلام، إسمحيلي سيدتي أن أخبرك أنني ومن فرط كبير ثقتي في منبرك هذا اقصدك اليوم وأنا كلي يقين. من أنني سأجد ضالتي من ترياق يدخل السكينة على قلبي ، فما أنا فيه والله شجن ما بعده شجن. والسبب هو والدي، فلو كان إنسانا آخر لتجاوزت محنتي وتجاوبت مع معطيات القدر، إلا أنني والله لست أقدر على الحلم والصبر.
. أنا شابة في الثلاثين من عمري، متزوجة حديثا من إنسان مثالي طيبـ، أحبني بصدق وإختارني رفيقة لدربه . تزوجت وقد كان خالي وكيلا لي بسبب والدي الذي غادرنا منذ سنوات. ولم نعد نعرف عنه شيئا. صدقيني سيدتي، فقد وجدت في زوجي كل معاني الرجولة والإحتواء. ولن أخفيك وبصريح العبارة أنني وجدت فيه كل ما بخل به من وهبني الحياة الذي عاش حياته في مدينة أخرى. إلا أنني وفي عديد الأحيان أتمنى لو أنّ لي أبا يتفدني ويكون لي السند ويرفع هامتي امام أهل زوجي. هو الهوس الذي عشت به إلى غاية اليوم الذي بلغني فيه عمّي أن والدي إنتقل إلى الرفيق الأعلى ،لأجد الهواجس تحاصرني من كل حدب وصوب لتقتلني في اليوم ألأف مرة.
صحيح أنني لا أعرف عن والدي الكثير، لكن غيابه عن حياتي أنا وإخوتي كان عقدة عمري ووفاته خلقت في قلبي حزنا لا ينتهي. يؤلمني اليوم أن لا يكون لي معه من الذكريات شيء، ويوجعني أنه لم يحضر زفافي ولن يكون جدّا لأولادي، هذا النقص سيلاحقني ما حييت ولست أظن أنني سأبرأ منه.
لم تشفع كلمات أمي ولا طبطبة زوجي على قلبي في أن أخرج من هالة الأحزان. فبالله عليك سيدتي هل ما يحدث معي عقلاني، فطيف أبي يلاحقني ويقضّ مضجعي.
أختكم ش.رميساء من الشرق الجزائري.

الـــــرد:

بنيتي أعزيك في فقد والدك ولا يسعني أمام هذا المصاب إلا أن أطلب منك التسلح والتجلد بالصبر ، فلا راد لقضاء الله. ولتكفكفي دموعك ولا تدعي للهواجس طريقا حتى تسيطر عليك.
حنان الوالدين ليس له بديل، فمهما عشنا في كنف الدفء والإحتواء إلا أن الإكتفاء العاطفي. لا يمكننا نهله سوى ممن وهبونا الحياة وزرعوا ف يقلبونا نبضها.
لا يمكن لأحد أن يعوضنا حرماننا من حنان الوالدين، حيث أنه ما من إنسان إلا ويبقى متعطّشا لأي لمسة حانية. وطبطبة مثلما ذكرت حتى تسوده السكينة فيحسّ بالأمان. أتفهّم إحساسك وشعورك حيث وبالرغم من أنك بنيت أسرتك مع إنسان منحك من الحنان فيضا. إلا أن شغفك بوالدك لم ينته، بالعكس فقد زدت تعطشا ونهما. ولأنه إنتقل إلى الرفيق الأعلى، فلم يعد لك إلا الدعاء له بالرحمة، ومن أن يغفر الله له هجره لك أنت وإخوتك وأنتم في أمسّ الحاجة إليه.
ثمّ عليك أن تحيي على وقع الأمل حتى تضمني لأبنائك حضنا دافئا لا يشبه ما عشته أنت من حرمان في شيء. فترسبات ما عانيته لا يجب أن ينتقل إلى أبنائك ومهما كان، وكل ما لديك من طاقة. وحنان يجب أن تترجميها في حياتك مع زوجك وأمك وإخوتك ولاحقا أبناءك حتى تبدو لك الحياة أفضل وأجمل.
لا يسعك بنيتي العودة إلى الماضي ولا يمكن للمرء أن يسطّر حياته بالقدر الذي يريده. هو إمتحان من الله تحيين تفاصيله، فلتحمديه وتشكريه ولا تكوني من القانطين.
ردت: “ب.س”

»إضغط إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

رابط دائم : https://nhar.tv/lzAqs
إعــــلانات
إعــــلانات