لجنة صلح لإنهاء نار الفتنة وعودة أحداث العنف تمنع التلاميذ من الالتحاق بالمدارس
كشفت مصادر موثوقة لـ”النهار” أن أعيان ومشايخ بريان أنشأوا لجنة مصالحة ينشطها أشخاص متطوعون من المذهبين الاباضي والمالكي، قصد إصلاح ذات البين،
وإطفاء نار الفتنة التي تهدد استقرار وسلامة الجميع ، عقب الاشتباكات التي شهدتها المنطقة منذ عشية المولد النبوي الشريف. وقال مصدر من أعضاء اللجنة، رمز لأسمه بـ “ت.ج”، أن اللجنة، التي وجدت صدى طيبا لدى السكان، ستبذل كل ما في وسعها لإطفاء الفتنة والتقليل منها وإرجاع المياه إلى مجاريها، مشيرا الى ما وصل إليه الوضع من خطورة، انتهت الى امتناع تلاميذ المنطقة أمس من الالتحاق بالمدارس خوفا من حدوث مشادات قد تؤدي إلى تضررهم أو إصابتهم بمكروه، في ظل الغياب شبه الكلي لأعوان الأمن الذين غادروا المنطقة.
وأوضحت عائلة الضحية “علي لعساكر”، الذي وافته المنية عشية المولد النبوي الشريف عقب أحداث العنف بين الأباظيين والمالكيين، أن وفاة الابن نتجت عن محاولته الدفاع عن نفسه بعد أن حاول عدد من شباب عروش المالكية التعدي على منزل خالته وحرقه، وأكدت زوجة الضحية أمس في اتصال مع “النهار”، أن المنطقة مازالت تشهد غليانا ينذر بوقوع كارثة، في ظل غياب أعوان الأمن عن المنطقة، مطالبة بضرورة تدخل أولي الأمر لتجنب حدوث أي مشاكل أكبر .
وأكدت زوجة الضحية أنه كان إنسانا شريفا ولا علاقة له على الإطلاق بالمتهم، مضيفة أن الفتنة التي تعرفها المنطقة لن تهدأ إلا بعد أن ينال المتهم في قضية القتل جزاءه.
وقد توالت الاتصالات أمس على مكتب الجريدة، من قبل الاباضيين والمالكيين، يطالبون بضرورة نشر مقالات تطفئ نار الفتنة لأن المتضرر الأكبر هم الأبرياء وتماسك المجتمع، رغم شيوع بعض التمايز في المساجد والمقابر والمصاهرة، كما أوضح معظمهم أن الفئتين هم جزائريون ومسلمون، ومن العيب أن يتقاتل المسلمون فيما بينهم، في الوقت الذي يشهد الكفار تكتلات متتالية، وقال بعضهم أن الاشتباكات مفتعلة من أطراف مجهولة ترغب في إدخال المنطقة في دوامة من العنف قد لا تنتهي.
عودة أعوان الأمن وإعلان شبه حظر للتجول يعيد الهدوء النسبي الى بريان
سميرة مواقي
أكد أعيان من منطقة بريان أن المنطقة تشهد حاليا هدوءا نسبيا بعد أن أعلنت السلطات المعنية شبه حظر للتجول بها يبدأ من صلاة العشاء انطلاقا من مساء أول أمس، كما تدعمت المنطقة بقوات الأمن من مختلف المناطق المجاورة للولاية على غرار تقرت، وقد تعززت جميع الشوارع بعدد لا بأس به من مصالح حفظ الأمن الذي أوقف مسلسل الحرق والنهب. كما ساهم كل سكان منطقة بريان من مسؤولين وسكانها وشيوخها باختلاف انتماءاتهم في إعادة الهدوء والاستقرار للمنطقة بعد زوبعة الاشتباكات والعنف التي كادت تعصف بها في الأيام القليلة الفارطة، ومع ذلك ما زال السكان يطمحون في تدخل سلطات عليا لإخماد نار الفتنة. كما عرفت نسبة الخسائر التي تم تسجيلها طيلة أيام العنف بعض التراجع مقارنة بما تم تسجيله في الأيام الأولى، وأعاد المواطنون السبب الى التدخل الفوري والمتحكم لقوات الأمن العمومية التي انسحبت من المنطقة مؤخرا.