إعــــلانات

للعبرة.. لا يغرك المظهر.. فوراء صفاء الماء مذاق مر كالعلقم

للعبرة.. لا يغرك المظهر.. فوراء صفاء الماء مذاق مر كالعلقم

تقول إحدى النساء: حسدتني إمرأة على حياتي، قالت لي كل سبل الراحة في بيتك، وفي عملك وفي صحتك من نعيم لنعيم..؟.

قلت لها يا عزيزتي غرك صفاء الماء، غرك منظر كوبي الزاهي، تعالي ذوقي قليلا فلما إرتشفت منه قليلا شهقت وقالت أنه علقم.. لا يطاق كيف لك ببلعه؟ كيف استطعت أن تشربينه؟. قلت ذلك الذي حسدتني عليه، إنه كوب مجبرة على شربه في اليوم مرتين كي استطيع أن أعيش ولكنني لم أبوح لأحد بما أعانيه من مرض.

يا سادة البيوت أسرار والظاهر للناس غير ما يخفى فيها، وما يخفى عليك هو مر كالعلقم. وما وراء تلك البسمة ألم وتعب، لا تصدقوا أن هناك سعيد في هذه الدنيا. لأن الله سبحانه وتعالى قال إنها دار إبتلاء وشقاء وعمل، فهل نصدق الناس أم رب الناس؟ لا تظنوا أن هناك سعادة مطلقه. فحتى الملوك والسلاطين هناك ما يعكر صفو حياتهم. إما بمرض أو بولد مريض أو ولد عاق أو مشاكل أخرى.

سيدتي، لا تصدقي النساء حين تجلسين معهن وهن يتحدثن عن السعادة التي يعشنها. فما ذكرنه أمامك إلا البياض وقد أخفين عنك السواد الأعظم من ألم وربما مهانة، فالحذر ثم الحذر من المقارنة. فتنظرين لحياتك ببؤس واحتقار وأنت قد تكونين منعمة والأكثر سعادة منهن، فالسعيد سعيد بما يملك وليس بما لا يملك.

كما يطلب الإنسان ويتمنى ويقول لو أن ربي يحققها وأكون أسعد إنسان وتتحقق، ثم ما يلبث أن يتمنى شيء آخر وآخر ينسى ونسي ما لديه من نعم. لو تفكر بما عنده لتملكته القناعة والرضا. ولو كشف غطاء الستر عن حياة الناس لما تمنينا حياتهم، كرروا دوما الحمد لله فكثرة الحمد تزيد النعم لقوله عزّ وجلّ: “لئن شكرتم لأزيدنكم”

رابط دائم : https://nhar.tv/rn4Qc
إعــــلانات
إعــــلانات