محاطة بالسيئين والنجاح معهم أراه مستحيل
تحية طيبة للجميع، وطاب يومكم، سيدتي، مؤلم جدا أن يرى أيا منا أحلمها ترحل أمام عينيه الواحدة تلوى الأخرى. خاصة بعد أن يكون قد بلغ أشواطا في تحقيقها، فانا فتاة في العشرينات من عمري. كافحت ونجحت في الدراسة بتفوق وتحصلت على شهادة عليا، بالإضافات إلى تربصات أخرى عديدة. تتناسب مع تخصصي، لكن للأسف كلما وجدت عملا لا امكث فيه كثيرا، ففي كل تجربة أصادف في طريقي أناس يتميزون بالمكر والحيلة. لست أدري هل أنا من لم تعرف اختيار طريقها منذ البداية؟ أم لابد أن أسايرهم وأكون مثلهم كي أتجنب شرهم؟
سيدتي انا حقا أعيش ضغطا نفسيا لا أجد الكلمات لوصفه، وحتى اعثر على السلام انسحب رافعة الراية البيضاء. متخلية عن حلم التألق والنجاح، لكن إلى متى..؟ فالعمر يتقدم، الفرص تذهب، انصحوني ماذا أفعل؟
صوريا من الوسط
الــرد:
تحية جميلة لقلبك الطيب، ولك متابعي هذا المنبر، أتمنى أن نرد عليك بما يفيدك ونستفيد جميعا بإذن الله. أنت لم تقدمي تفاصيل كثيرة عن الأسباب التي كانت وراء انسحابك من كل تجربة عمل جديدة. لكن مهما كانت تلك الأسباب فهذا يعتبر استسلاما وليس بحثا عن السلام.
أعجبني كثيرا رقيك ومعدنك النفيس الذي يمنعك أن تكوني سيئة مثلهم، وهذا دليل على انك تتمتعين بحكمة كبيرة. فلست أدري كيف كنت تنسحبين في كل مرة، أختي الفاضلة.اجعلي لك هدفا في الحياة وركزي فقط على كيفية تحقيقه، أختي الفاضل، ببساطة عاملي الناس ومهما كانوا. بمثل ما تحبين أن يعاملونك أنت، وضعي بالحسبان أنه في الحياة كما تدين تُدان.
سواء في الخير أو الشر، فلو أن كل شخص قابل الإساءة بالإساءة لصار يحكمنا قانون الغاب. لكننا بشر والله أعطانا عقلا نفكر بيه، وقلبا هو موطن الرحمة، فالإساءة بالإساءة لن ترشد الناس طريق الفلاح. والإحسان مقابل الإساءة تصرف تأكدي أنه سيريحك ويلهمك راحة البال. لهذا أنصحك أختي أن لا تفكري أبدا بطريقة ماكرة، فأنت لست أهلا لها على ما يبدو، وحاولي أن تهدئي من روعك. ولا تسمحي لشرهم أن يشعل فتيل الحقد ويثير غضبك ويؤثر على تعاملك مع الآخرين، فكلنا نعاني من أشخاص سيئين في حياتنا، وما علينا سوى أن نعاملهم بذكاء وفطنة.
ولا تقولي أنك فشلت في اختيار الطريق، أنت اخترتي تخصصك واجتهدت فيه، لذا ركزي على السير قدما. لان مشكلتك ليس الطريق الذي اخترته وإنما طريقة تعاملك مع الأشخاص. التي يجب أن تراجعي فها حساباتك فقط، عزيزتي الحياة معكرة لابد خوضها بذكاء فقط، والله ولي التوفيق.