مسابقــة لملك وملكة جمال الكلاب في الجزائـر

دفاتر عائلية للكلاب.. واستقدام خبير ألماني وأخرى بلجيكية لترؤس لجنة التحكيم
60 مليون سنتيم على الأقل للكلب الواحد وحامل اللقب لا يباع
«فييستا»، «فيراري»، «فيفي»، «إيتوال»، «فلورا»، «إيفا»، «إليزا».. هي ليست آخر الماركات العالمية للملابس الأنيقة أو أسماء ماركات السيارات الفاخرة، ولا حتى ألقاب عارضات أزياء أنيقات، بل هي مجرد أسماء لكلاب من سلالة ألمانية شاركت في مسابقة جمال بالجزائر لاختيار أجمل كلب من الجنسين، وهي السابقة التي تم تنظيمها في حلبة سباق الخيول بالخروبة. لم يكن تواجد «النهار» في ميدان سباق الخيول بالخروبة بمحض الصدفة لأننا تلقينا اتصالا هاتفيا من أحد الأشخاص يؤكد فيه تنظيم مسابقة لاختيار أجمل وأذكى كلب من فصيلة «الراعي الألماني» في الجزائر.. في البداية لم نصدّق الأمر لكننا تفاجأنا لدى وصولنا بوجود عدد كبير من الشباب عشاق فصيلة الكلاب الألمانية، الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن للمشاركة في هذه المسابقة المنظمة تحت رعاية الجمعية الوطنية لكلب الراعي الألماني «SACBA»، وهذا لعرض أفضل المهارات التي تتميز بها كلابهم الوفية، التي صالت وجالت فوق حلبة سباق الخيول بالخروبة لأزيد من أسبوع. ومعروف عن الجزائريين أنهم من هواة تربية الكلاب الألمانية التي كثيرا ما يستعملونها في حراسة المنازل، كما تلجأ إليها بعض العائلات الثرية كعلامة تدل على رفعة المكانة، بالإضافة إلى أن هذه الكلاب تستعملها مصالح الأمن والدرك من أجل ملاحقة المجرمين والكشف عن وجود كافة أنواع المخدرات، وكذا الاستعانة بها خلال وقوع الكوارث للبحث عن المفقودين. وفي الوقت الذي يحرم فيه العشرات من المواطنين من الحصول على دفاتر عائلية دون أخطاء، حيث تشهد القضايا الخاصة بالأخطاء الإسمية المرفوعة على مستوى أروقة المحاكم والجهات القضائية ارتفاعا ملحوظا وتتسبب يوميا في تعطيل مصالح المواطنين وفقدانهم لحقوقهم الإدارية والاجتماعية في كثير من الأحيان، فإن المثير في قصة المسابقة لاختيار ملك وملكة جمال الكلاب الجزائرية، هو عندما اكتشفنا وجود كلاب تحوز دفاتر عائلية. فقد كان من الطرائف التي وقفنا عليها أثناء حضورنا نهائيات المسابقة هو أن لكل كلب دفتر عائلي خاص به يظهر لقبه الكامل وألقاب أبويه، وزنه، رقمه التسلسلي الذي هو على شكل وشم في أحد أذنيه والذي يتم وضعه عند الولادة، إلى جانب أسماء المنتجين أو الأشخاص الذين تكفلوا بولادة الكلاب وأسماء المربين الذين تكفلوا بتربيتهم.
60 مليون سنتيم سعر الكلب الواحد.. وحامل اللقب لا يباع
وبخصوص سعر الكلب الواحد، أكد لنا صاحب الكلب الفائز بالمسابقة والذي يدعى «إيروك دو مولان ديفاين» الحامل لرقم 139، أن هذا النوع من الكلاب يباع بأثمان باهضة، حيث يقبل عليها أثرياء من طبقات اجتماعية مرموقة وهم لا يجدون حرجا في صرف الملايين لشرائها حتى قبل ولادتها، وعن سعر الكلب الألماني الفائز، قال محدثنا ضاحكا، إنه سيفكر في بيعه إذا عرضت عليه سيارة «رونج روفير» أو ما شابه، مؤكدا أن اللقب أغلى بالنسبة إليه من الجائزة التي تتمثل في كأس وعلب لطعام الكلاب الألمانية من النوع الكبير بماركة «هابي دوغ» العالمية. ومن شروط المشاركة في مسابقة جمال الكلاب، حسب بنودها، إقصاء الكلاب التي تتخلف عن الموعد المحدد للتقييم، وإقصاء الكلاب الخطيرة من دون أن يكون لأصحابها الحق في الطعن، والعارضون هم المسؤولون عن أي ضرر تسببه الكلاب الشرسة.
ألمـــاني وبلجيكيــــة علــــى رأس لجنـــة التحكيـــم
وخلال وجودنا في الحلبة التي عرض فيها 198 كلب ألماني من مختلف الأعمار من أربعة أشهر إلى 24 شهرا، مهاراتهم في الركض وطريقة المشي إلى جانب سهولة الترويض وأفضل السلالات، لاحظنا وجود أجانب ضمن لجنة التحكيم، ويتعلق الأمر بقاضي ألماني مختص في الكلاب الألمانية وزميلته القاضي البلجيكية المختصة في هذا النوع من كلاب الحراسة. وعن معايير اختيار الفائز حسب الجنسين، قال القاضي الألماني للكلاب الذي حل بالجزائر خصيصا ليترأس لجنة التحكيم، إنه على هذه الأنواع من الكلاب أن تكون رياضية جدا ولها جسد متناسق وأنيق في نفس الوقت وهي من سلالات الكلاب الكبيرة ويتراوح طولها إلى أعلى الكتف ما بين 55 و65 سنتيمتر كما يتراوح وزنها ما بين 22 إلى 40 كيلوغراما، يتميّز الراعي الألماني بفمه الطويل شبه مستطيل الشكل، وأنفه المدبب أسود اللون وأذنيه متوسطتي الحجم مستقيمتان وقائمتان ومتوازيتان وهما مفتوحتان للأمام ولكن غالبا ما يميلان إلى الخلف عند الحركة، وله فك قوي وعينان مستديرتان متوستطي الحجم. مشيرا إلى أنه من الخصائص الواجب توفّرها في هذه السلالة، أن تكون ممتازة، شديدة الذكاء، حارسة جيدا، وتصلح لجميع المهام والأعمال، والأهم أنه تكون سهلة الترويض، واجتماعية حيث يقصى من المنافسة كل كلب عدواني أو متوحش لضمان سلامة لجنة التحكيم والكلاب الأخرى.