“معارك” دامية في الأسواق و«دبزة ودماغ» داخل مكاتب البريد خلال بداية رمضان

المتجول في الشوارع الجزائرية خلال الساعات الأولى من أيام رمضان، يدرك جيدا طبيعة الجزائريين الذين يرتفع ترمومتر الغضب عندهم إلى حد أقصى، لدرجة المشاجرات العنيفة والملاسنات التي تصل حد التشابك بالأيدي أو إشعال سيجارة أو شرب الماء، خاصة أن رمضان هذه السنة هو الأطول من حيث ساعات الصيام  .وتصل درجة نرفزة بعض الجزائريين خلال ساعات «النهار» في رمضان إلى حد تعمد الإفطار، حيث تتكرر مشاهد المشاجرات بين الأشخاص خاصة في طوابير الانتظار بمكاتب البريد، وفي الطرق بين السائقين التي تنتهي في الكثير من المرات إلى حوادث مرور خطيرة، في حين تشهد الأسواق بصفة خاصة أغلب المشاجرات الرمضانية، حيث استقبلت أمس المصالح الاستشفائية في العديد من ولايات الوطن، حالات إصابات وإغماءات لمتشاجرين، ففي ولاية سكيكدة نقل ما لا يقل عن 9 أشخاص إلى المصلحة الإستشفائية، حيث يتعلق الأمر بإغماءات وإصابات لعديد من المواطنين نتيجة العراك في الأسواق والأماكن العمومية بكل من سكيكدة والحروش وعزابة، التي نالت نصيبها من الاشتباكات بين المواطنين لأبسط الأمور. وفي ولاية البويرة، سجلت مصالح الأمن أزيد من 50 تدخلا خلال الفترة الصباحية في الأسواق الشعبية والأحياء التي تعج بالمواطنين، من أجل فك خصومات ونزاعات الغاضبين في هذا الشهر الفضيل. وحسب مصدر أمني، فإن هذه التدخلات أسفرت عن تدوين بعض المخالفات في حق المواطنين الذين حاولوا الإساءة أو إهانة موظفي الدولة. وحسب ذات المصدر، فإن المواطنين في اليوم الأول من الشهر الفضيل سريعي الغضب والنرفزة، كما سجلت ذات المصالح معركة ضارية بين عائلتين بالطريق المؤدي إلى الخميرية بالبويرة، لكن تدخل المواطنين حال دون وقوع أضرار كبيرة. كما شهد حي ديدوش مراد وسط مدينة عنابة حالة غليان واحتكاكات عديدة، على خلفية اندلاع شرارة شجار عنيف بين مجموعتين من شباب الحي، استعملت فيه المجموعتان المتشاجرتان أسلحة بيضاء، بالإضافة إلى الحجارة والعصي وكذا سيوف «الساموراي»، ما أسفر عنه غلق الطريق الذي يتوسط الحي بقلب المدينة، كما خلّف الشجار إصابة 3 أشخاص بجروح طفيفة، بعد أن تبادل المتشاجرون الضرب والرشق بالحجارة والأسلحة البيضاء، الأمر الذي رفع من وتيرة الشجار، بعد أن خرج الشباب المتناحر من المجموعتين إلى الطريق، ما خلق فوضى ورعبا في نفوس أصحاب السيارات، قبل أن تتدخل قوات الأمن التي تمكنت وبصعوبة كبيرة من فض الشجار، وأضافت مصادر مطلعة لـ«النهار» أن سبب المعركة هو خلاف بسيط بين شاب وآخر من حي ديدوش مراد، تحوّل في لمح البصر إلى عراك جماعي.