هكـــذا قُتل إيبوسي وقضى آخر لحظــــاتــــه في مــــلاعــــب المـــــوت

أثارت قضية وفاة مهاجم وهداف شبيبة القبائل ألبيرت إيبوسي، أول أمس، بعد المباراة التي جمعت فريقه باتحاد العاصمة لحساب الجولة الثانية من البطولة، الكثير من التساؤلات، حيث تعجب غالبية المتتبعين كيف لحجر أن يتسبب في مقتل اللاعب بعد أن تم رشقه . بالعودة إلى وقائع المصيبة التي هزت الكرة الجزائرية على وجه العموم والبيت القبائلي خاصة، فإن المهاجم الكاميروني الذي وقّع الهدف الوحيد للكناري من ركلة جزاء كان يهم بمغادرة الملعب بعد إعلان الحكم عن صافرة النهاية، ومع اقترابه من النفق المؤدي إلى غرف تغيير الملابس أصيب بحجر طائش من أحد أنصار الشبيبة الذين راحوا يكسرون المدرجات المصنوعة من الإسمنت ويقذفونها بأرضية الملعب، ما جعل اللاعب يسقط أرضا حيث أغمي عليه. هذا وكانت «النهار» حاضرة، فمباشرة بعد رؤيتنا للاعب ساقطا على الأرض اقتربنا لمعرفة هويته وسبب إغمائه، فإذا بوابل من الحجارة يتساقط بالقرب من النفق ورجال الحماية المدنية وطبيب الفريق يحيطون بالمهاجم الكاميروني، ومع سؤالنا أحد المتواجدين هناك تم إعلامنا بأن إيبوسي تعرض إلى إصابة جعلته يسقط مغميا عليه، قبل أن يتم إبعادنا من قبل رجال الشرطة مخافة تعرضنا للرشق، حيث بقيت الحجارة تتساقط بكثافة، هذا وقام رجال الحماية المدنية بالتدخل رفقة طبيب الفريق جاجوة وتم نقل إيبوسي على جناح السرعة إلى المستشفى المجاور للملعب، أين لفظ أنفاسه الأخيرة، وهو الخبر الذي نزل كالصاعقة على اللاعبين والطاقم الفني والإداري الذين لم يصدقوا نبأ الوفاة إلا بعد أن تنقلوا شخصيا إلى المستشفى للتأكد من الخبر.
حناشي لم يصدق وأغمي عليه من شدة التأثر
بعد أن سمع رئيس شبيبة القبائل محند شريف حناشي بنبأ وفاة المهاجم إيبوسي متأثرا بجروحه في المستشفى، لم يقدر على تمالك نفسه وأغمي عليه بالقرب من غرف تغيير الملابس من شدة التأثر، وهذا راجع إلى العلاقة الوطيدة التي تربطه بكافة اللاعبين وبالأخص هداف البطولة الموسم المنصرم والذي فضل مواصلة المشوار مع الشبيبة رغم كثرة العروض التي تلقاها بداية الموسم.
بلعمري ومكاوي أول من وصل المستشفى وبكيا بحرقة
لم يصدق لاعبو الشبيبة نبأ وفاة زميلهم في الفريق، حيث تنقلوا مباشرة إلى المستشفى بعد انتهاء المباراة، للتأكد من صحة الخبر وكان المدافع جمال بلعمري وزين الدين مكاوي أول من التحق بالمستشفى وعلامات التأثر بادية على وجهيهما، حيث لم يتمالك اللاعبان نفسيهما وذرفا الدموع بحرقة، ليلتحق بهما كل من رايح عيبود ويسلي مباشرة بعد سماعهم للخبر الأليم، قبل أن يلتحق بقية لاعبي الشبيبة إلى المستشفى لإلقاء النظرة الأخيرة على زميلهم.
دوخة أصر على رؤيته قبل نقله إلى مصلحة حفظ الجثث
لم يتمالك حارس الشبيبة الجديد عز الدين دوخة نفسه من شدة الحزن على غرار بقية زملائه، حيث أصر على إلقاء نظرة أخيرة على زميله إيبوسي قبل أن يتم نقله إلى مصلحة حفظ الجثث، هذا وكان حارس اتحاد الحراش السابق من أكثر المتأثرين لفقدان اللاعب حيث بكى بشدة هو الآخر.
والي تيزي وزو فجع لهول ما حدث وتنقل إلى المستشفى
تنقل والي ولاية تيزي وزو عبد القادر بوعزغي إلى المستشفى، وهو الذي حضر إلى ملعب أول نوفمبر لمتابعة المباراة، وتنقل الوالي شخصيا إلى المستشفى بعد سماعه لخبر وفاة إيبوسي حيث تنقل لمواساة مسؤولي الفريق وبدا في غاية التأثر هو الآخر، وإضافة إلى ذلك كان منسق فرع مولودية الجزائر السابق عمر غريب حاضرا هو الآخر بالمستشفى وهو الذي تابع مواجهة الاتحاد والكناري بدعوة من الرئيس حناشي.
لاعبا الشبيبة السابقان مفتاح وعياش ذهلا للواقعة
سجل بعض اللاعبين الذين سبق لهم وأن تقمصوا ألوان الشبيبة، تواجدهم بمستشفى تيزي وزو، على غرار عياش ولاعب الاتحاد ربيع مفتاح اللذين بديا مصدومين من هول الفاجعة التي ألمت بالفريق.
الشرطة العلمية بدأت التحقيق بالملعب منذ الساعات الأولى لنهار أمس
سارعت السلطات الأمنية لفتح تحقيق حول قضية وفاة المهاجم الكاميروني ألبيرت إيبوسي، حيث سجلت الشرطة العلمية صبيحة أمس تواجدها منذ الصباح الباكر بملعب أول نوفمبر من أجل الشروع في التحري حول كيفية الوفاة والبحث عن الأدلة اللازمة التي توصلهم إلى هوية الفاعل، حيث ستعتمد على كاميرات المراقبة التي كانت داخل الملعب وقامت بتصوير جزء من المدرجات، إضافة إلى اعتمادها على البصمات التي تركت في الحجارة التي تم إلقاؤها على الملعب.
السلطات المحلية أغلقت الملعب ومنعت دخول أي شخص
قامت السلطات المحلية بغلق ملعب أول نوفمبر وحرمت أيا كان من الدخول إلى الداخل سواء اللاعبين، الأنصار أو حتى مسؤولي النادي إلى غاية استكمال التحقيق. هذا وأمرت الشرطة العلمية عمال الملعب بترك الملعب على حاله وعدم الاقتراب منه أو محاولة إزالة الحجارة التي تم إلقاؤها بالقرب من النفق، أين تمت إصابة المهاجم الكاميروني إيبوسي الذي لقي حتفه أول أمس وهو بصدد التوجه إلى غرف تغيير الملابس، ويأمل رجال الشرطة العلمية أن تقودهم البصمات إلى هوية الفاعل.
الأنصار حضروا منذ الساعات الأولى لتوديعه بالمستشفى
تواجد عدد كبير من أنصار شبيبة القبائل صبيحة أمس بمستشفى تيزي وزو من أجل توديع المهاجم الراحل وإلقاء النظرة الأخيرة عليه قبل مغادرته للمدينة، وتجمع عدد هائل من الأنصار منذ الصباح الباكر وعلامة الأسى بادية على وجوههم، حيث إن خبر وفاة إيبوسي نزل عليهم كالصاعقة، ورغم محاولات الأنصار للاقتراب من اللاعب لإلقاء النظرة الأخيرة عليه إلا أن محاولتهم باءت بالفشل في ظل التعزيزات الأمنية المشدة والتعليمات التي تقدمت بها إدارة المستشفى بمنع اقتراب أي مناصر.
سيارة الإسعاف توجهت إلى الولاية وحناشي ضبط كافة التدابير الإدارية
توجهت سيارة الإسعاف إلى مقر ولاية تيزي وزو أين تواجد رئيس شبيبة القبائل محند شريف حناشي وعدد من مسؤولي الفريق من أجل تسوية كافة الأمور الإدارية المتعلقة بنقل جثمان الضحية إلى مسقط رأسه بالكاميرون، أين سيوارى الثرى، وتلقت إدارة الشبيبة تسهيلات كبيرة من الولاية التي سارعت لاتخاذ كافة الإجراءات قبل أن تغادر سيارة الإسعاف في حدود 13.30 متجهة نحو العاصمة.
الوجهة مستشفى عين النعجة تحت حراسة مشددة
غادرت سيارة الإسعاف التي تحمل جثمان ألبيرت إيبوسي مستشفى تيزي وزو باتجاه المستشفى العسكري بعين النعجة في العاصمة، حيث تم نقله من أجل القيام بعملية التشريح ومعرفة الأسباب الحقيقية لوفاته، وقامت سيارة الإسعاف بنقله مباشرة من مركز حفظ الجثث تحت حماية أمنية مشددة، حيث لم يتمكن الأنصار من الاقتراب منه في ظل تواجد سيارات تابعة للدرك الوطني، وكذلك الشرطة والتي قامت بمرافقة الموكب إلى غاية العاصمة.
الوصول إلى عين النعجة على الساعة 15:00 وقرباج في الانتظار
وصل الموكب الذي يحمل جثمان اللاعب الكاميروني إلى المستشفى العسكري بعين النعجة في حدود الساعة 15:00 مساء وكان رئيس الرابطة الوطنية المحترفة لكرة القدم محفوظ قرباج في الانتظار.
جثمانه سينقل إلى الكاميرون على متن طائرة عسكرية خاصة
من المنتظر أن يتم نقل جثمان مهاجم الشبيبة الراحل نهار اليوم من مطار بوفاريك العسكري على متن طائرة عسكرية خاصة، وستحط الطائرة الرحال على مطار دوالا الكاميروني. هذا ويكون شقيق اللاعب الذي فارق الحياة قد حل أمس بالجزائر بعد أن تم إعلامه بوفاة أخيه، حيث قام أحد مسؤولي الشبيبة بإعلام مناجير إيبوسي بوفاة المهاجم الكاميروني، على أن يقوم المناجير بنقل الخبر إلى شقيقه الذي كان متواجدا في فرنسا.