يخيب ظني في الناس بالرغم من الإحسان ومعاملتهم بإخلاص

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأتمنى أن يحظى انشغالي بالرد عليه في أقرب فرصة، لأني في أمس الحاجة لمن يوجهني ويوضح لي المعالم لكي أسير على النهج المستقيم قبل أن أظل الطريق .حسام من معسكر، طالب جامعي في الـ 22 من العمر، علاقاتي الاجتماعية ليست على أحسن ما يرام، لأن أغلب الذين أحسنت إليهم وعاملتهم بمنتهى الصدق والإخلاص خيبوا ظني، ومنهم صديق الطفولة الذي يدرس معي في نفس التخصص، كثيرا ما يخفي عني أمورا يعتبرها من صميم أحواله الشخصية، علما أني أخبره بكل صغيرة وكبيرة تخصني، هذا التصرف يجعلني أغضب وأثور عندما أعلم بما يخفيه من أطراف أخرى، فيحز في نفسي كثيرا، ليس ذلك فحسب، فكل الذين وثقت بهم ليسوا في المستوى المطلوب للثقة، علما أني أتعامل مع الجنسين بحكم أني أدرس مع الفتيات أيضا ولابد من الاحتكاك بهن في إطار الزمالة. وبسبب ما يصدر عنهم، لم أعد أثق بأي كان، فدائما تراودني الظنون أن ما يجمعهم بي سوى مصالح شخصية يقضونها ليمضي كل منهم في سبيله، وعندما أواجه أحدهم بالحقيقة فإنه لا يتقبل الأمر، ويتهمني بأني أخطأت في الحكم عليه، وكأن الجميع يعيش المثالية ويتميز بالموضوعية إلا أنا، أكاد أنغلق على نفسي لأنني فشلت في إنشاء علاقات اجتماعية ترتقي إلى مسوى الصداقة والأخوة، لذا أجدني في حيرة من أمري، التوتر والقلق أضحيا سمتين لا تفارقاني، لأني صادق، طيب وكريم لكن المجتمع والناس يكفرون بهذه المفاهيم.
حسام/ معسكر
الرد:
يا حسام، اعلم أن العلاقات الاجتماعية يجب أن تتسم بالمحبة والأخوة ومختلف المعاني الراقية، واعلم أيضا أنها لا تبلغ المثالية المطلقة أبدا، ويجب على الفرد تحمل بعض الأمور، التجاوز عن البعض الآخر، التغاضى عن جزء من الهفوات والزلات، ولكي تستمر العلاقة يجب اعتماد مبدأ العطاء دون انتظار المقابل، فهذه المعاملات أوصى بها الشرع الحنيف أوليس الدين معاملة؟ بني، أنصحك بالتخلص من العصبية واندفاع العواطف وتريث ولا تكن أنانيا، لا يمكن بأي حال من الأحوال، تسيير الكون وفق رغباتنا الشخصية، والأمور لا تأتي دائما على النحو الذي يتماشى وأهواء النفس وما ترضاه،كن متسامحا ومتواضعا ومقدرا لمشاعر الغير، تحرر من عادتك السيئة، فالنقد الهدام لا جدوى منه إلا الجفاء وخسارة الأصدقاء الذين يجب اكتساب ودهم لأنهم يستحقون، والنصيحة أمام الملأ تعتبر فضيحة.لاحظت من خلال رسالتك إساءة الظن بالغير، فعليك التخلص من هذه الوساوس، لأن بعض الظنون تجلب الآثام لصاحبها إن لم تكن في محلها، كما أنصحك بعدم التوسع في العلاقات وجعلها متعدية من هذا إلى ذاك، خاصة مع الأطراف التي لا تربطك بها علاقة مباشرة مثل صديق الصديق وقريب الجار وما يشبه ذلك، أرجو أن تبسط المفاهيم وأكثر من الدعاء وأسأل الله أن يجمعك مع الأخيار من عباده وأن يبعد عنك رفاق السوء بُعد الأرض عن السماء.
ردت نور