إعــــلانات

أئمة المساجد‮ ‬ينددون بأعمال العنف والتخريب ويطالبون بالحوار لإحلال الأمن‮ ‬

أئمة المساجد‮ ‬ينددون بأعمال العنف والتخريب ويطالبون بالحوار لإحلال الأمن‮ ‬

رجال الأمن يدافعون عن ممتلكاتنا فلماذا نرشقهم بالحجارة

دعا أئمة المساجد خلال خطبة صلاة الجمعة أمس، عبر كافة التراب الوطني إلى التعقل

   والكف عن أعمال الشغب والعنف، التي صاحبتها حملة تخريب وإتلاف واسعة لممتلكات

 المواطنين والخواص بدرجة خاصة، إذ أنه لا يمكن التوصل إلى الحلول الممكنة، من خلال

 هذه التصرفات التي اجتاحت كافة المدن الجزائرية، معتبرين أن الحوار والنقاش هو أنجع

 الحلول التي يمكنها الحد من هذا الغضب، في إطار المصلحة العامة.

 

وخاطب الأئمة أمس من على منابر الجمعة، كل المتسببين في عمليات التخريب والهدم، مطالبين إياهم بالعدول عن هذا القرار الذي لن يأتي بأي فائدة سوى مزيد من الخراب والدمار للبلاد، خاصة وأن هذه الخسائر لن تمس فئة دون أخرى، وإنما ستلحق المواطنين قبل غيرهم، ذلك أن المسيرات السلمية يمكنها أن تفي بالغرض وتوصل رأي الشعب إلى السلطات، دون الحاجة إلى الخراب الذي تخلفه هذه الإحتجاجات الصاخبة. ولم تقتصر خطابات الأئمة على إدانة أعمال العنف والتخريب التي شارك فيها ثلة من الشباب، وإنما حمّلوا العقلاء من المواطنين القسط الأوفر من هذه الفتنة التي تمكنت من القلة القليلة منهم، ذلك أنه يمكن لهؤلاء العقلاء التأثير على أبنائهم ومن يتخذونهم عبرة لهم، من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأن الفتنة إذا اندلعت فلن تستثني أحدا، وأكبر دليل على ذلك الجزائريين كلهم عانوا الويلات خلال سنوات الجمر.

الشيخ محمد مكركب إمام مسجد القدس بحيدرة

وقال من جهته الشيخ محمد مكركب إمام مسجد القدس بحيدرة، أن لغة الحوار وحدها القادرة على تقريب الرؤى، والحد من أعمال العنف التي تشهدها معظم مدن الجزائر التي لا تمت بأي صفة إلى المجتمعات الإسلامية، فتحطيم ممتلكات المواطنين وسرقتها، لا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال تعبيرا عن الغضب أو ما يختلج في النفوس، فهل يحب هذا الذي يستولي على ممتلكات الآخرين، أن تخرب وتهدم ممتلكاته. وأضاف أن الله أمرنا بأن نكون إخوة متحابين، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، مشيرا أنه من هذا الباب، ينبغي التفكير في طريقة أنجع للوصول إلى الحل الملائم، لأن ذلك سيحقق الهدف ويمكن المواطنين من الحفاظ على سلامة مصالحهم وممتلكاتهم.

خطباء مساجد بالعاصمة ينددون

وذكّر إمام مسجدالجهاد الأكبربحي الينابيع، المصلين بفترة التسعينيات التي عاشتها الجزائر، عندما كان هاجس المواطن الجزائريسلامته وأمنه قبل قوت يومه، ونبه الإمام في إشارة منه إلى الإضطرابات التي عاشتها أحياء من العاصمة ليلتي الأربعاء والخميس، مشيرا إلى أن الإحتجاج بتلك الطريقة لا يخدم المواطنين المحتجين، ولا أولائك الذين فضلوا السكوت والصمت. وفي ذات الشأن؛ أوضح إمام مسجد الهدى بحي أول ماي بالجزائر العاصمة، أن تحطيم الممتلكات  بأي حجة أو ذريعة، أعمال يحرمها الاسلام داعيا الأولياء إلى نصح الأبناء والشباب الذين نزلوا إلى الشارع للإحتجاج على غلاء المعيشة، والظروف الإجتماعية، من خلال الحرق والتهديم إلى الكف عن تلك السلوكات التي لا صلة لها لا بالعقل ولا بالدين الإسلامي.   ودعا من جهته إمام المسجد الكبير بمدينة بوسعادة بولاية المسيلة، إلى التعقل والتعامل مع الموقف، بما يتماشى والمبادئ الإسلامية التي زرعها النبي صلى الله عليه وسلم في نفوس المسلمين، حيث قال إنّه لا يجوز التعدي على الممتلكات العمومية التابعة للدولة، كما لا يجوز تحطيم ممتلكات الخواص، مشيرا إلى أنّ أغلب المسيرات التي ينظمها الشّباب اليوم تتخذ وجهة واحدة وهي التخريب والهدم.

إمام مسجد الوفاء بالعهد في القبة

دعا إمام مسجد الوفاء بالعهدلابروفالبالقبة الشباب إلى التعقل والتهدئة ودعاهم إلى تحسين لغة التعبير عن مشاغلهم ومشاكلهم أمام السلطات العمومية، منددا بعمليات التخريب التي طالت المؤسسات العمومية، مبينا في حديثه أن جهات مجهولة وخفية تريد استعمال هؤلاء الشباب كأداة في إثارة الفتنة والشغب في المجتمع. واستنكر الإمام في خطبته رشق رجال الشرطة والأمن بالحجارة، كون هؤلاء هم الذين يحرصون على حماية الوطن وممتلكاته التي تعد هي الأخرى ممتلكات للمواطنين، حاثا الشباب على الإبتعاد عن الإحتجاج غير العقلاني الذي يهدف إلى تخريب وإتلاف ممتلكات الغير، مشيرا إلى أن الغاية من الإحتجاج هي الإصلاح وليس التخريب. ودعا الإمام في نفس الوقت المسؤولين في البلاد، إلى إيجاد حل عاجل لهذه الأزمة، مشيرا إلى أنّه هناك احتكار اقتصادي ينبغي تجاوزه معترفا بالمشاكل التي يتخبط فيها الشباب من انعدام السكن ومناصب الشغل وغلاء المعيشة، كما كشف أن هذه الإحتجاجات التي يعقبها تكسير وتخريب، فيها أضرار كبيرة على المواطنين، مستدلا بما حدث مساء أول أمس أمام المسجد ذاته، لما أعاقت الإحتجاجات والغاز المسيل للدموع جمع من المصلين بالإلتحاق بالمسجد لأداء صلاة العشاء. كما دعا إمام مسجد أبو بكر الصديق بوهران، إلى اعتماد الحوار لحل مختلف المشاكل، مستنكرا وجهة استعمال العنف وتهديم الممتلكات، احتجاجا على غلاء المعيشة.

رابط دائم : https://nhar.tv/f3Ire
إعــــلانات
إعــــلانات