أئمة «بزناسية» يبيعون جوازات المعتمرين بمليون سنتيم للوكالات

تحوّل العديد من أئمة المساجد في بعض ولايات الوطن إلى وسطاء ما بين المعتمرين والوكالات السياحية، أين احترف العديد منهم جمع جوازات سفر المعتمرين خاصة في المناطق النائية والقرى والمداشر، وعرضها على الوكالات السياحية بمبالغ مالية تتراوح بين 5 و10 آلاف دينار.قال نائب رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية، شريف مناصرة، أمس في اتصال مع «النهار»، إن العديد من الوكالات السياحية على المستوى الوطني خاصة بولايات الشرق على غرار ولايات قسنطينة وباتنة وأم البواقي، وخنشلة، قد رفعت تقارير للنقابة الوطنية للوكالات، تؤكد من خلالها عرض العديد من الأئمة جوازات سفر مواطنين راغبين في أداء مناسك العمرة عليهم بمقابل مادي يصل إلى 10 آلاف دينار. وأكد ذات المصدر أن العديد من الأئمة على مستوى عدة ولايات من الوطن يتنقلون إلى القرى والمداشر للبحث عن أشخاص راغبين في أداء مناسك العمرة على مستوى البيوت، في عملية غير شرعية ومن دون أي وثائق، ويعدونهم بتسهيل إجراءات الحصول على تأشيرة العمرة مع الوكالات السياحية بمبالغ معقولة. وأضاف نائب رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية في سياق حديثه لـ«النهار»، أن هؤلاء الأئمة يعرضون هذه الجوازات على الوكالات، والتي غالبا ما ترفض التعامل معهم، وأما في حال التعامل معهم فإن هذه المعاملات سينجر عنها زيادات في أسعار العمرة يتحمّلها المعتمرون.تجدر الإشارة إلى أن الوكالات السياحية كانت قد رفعت، السنة المنصرمة، تقريرا لوزارة الشؤون الدينية ووزارة التجارة والسياحة، تفيد بتورط أكشاك ومحلات بيع المواد الغدائية العامة والهواتف في نشر إعلانات العمرة على مستوى واجهاتها بطريقة غير شرعية، لتقوم ببيعها للوكالات السياحية عن طريق الوساطة بـ5 آلاف دينار، داعية في الوقت ذاته السلطات المعنية إلى ضرورة فتح تحقيقات في مثل هذه التجاوزات، والتي غالبا ما يتحمل عاقبتها المواطن المعتمر.
جلول حجيمي رئيس نقابة الأئمة للنهار:
«الإجراء غير قانوني وعلى الوكالات عدم التعامل مع هؤلاء الأئمة»
قال، جلول حجيمي، رئيس النقابة الوطنية للأئمة إن ما يقوم به بعض الأئمة من تجاوزات تخص قيامهم بلعب دور الوسيط ما بين الوكالات السياحية والمعتمرين، يعتبر عملا غير شرعي ويضر بأدائهم لمهامهم على مستوى المساجد. وأكد ذات المتحدث بأنه على الوكالات رفض التعامل مع هؤلاء الأئمة، وعليها أن تقوم هي بإرسال أعوانها للقيام بعمليات جمع الجوازات، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه بإمكان الأئمة القيام بهذه العملية بحسن نية ومن دون تلقي مقابل داخل المساجد وفي إطار العمل التوعوي، وفي حال قام المسؤول عن الوكالة بإكرامهم فهذا جائز.