أبحث عن يد تنتشلني مما أنا فيه
أبحث عن يد تنتشلني مما أنا فيه.
فهل لي أن أجدها؟
السلام عليكم ورحمة الله، سيدتي الفاضلة قراء الصفحة الكرام، أتمنى أنجد التفهم لما سأقول، فأنا بالرغم من كل صفاتي السلبية إلا أنني إنسان مؤمن وراض دائما بما كتب لي الله والحمد لله، لكن في السنتين الأخيرتين حدث معي خيبات جعلتني أفقد الثقة في الكثير من الأشياء، ولم يعد الصبر ينفع معي، غلّفني اليأس والإحباط، وفقدت حتى الرغبة في الحياة، نعيش الكذب والنفاق من كل جهة، وفي انتظار هذا الغد المشرق مللت كل شيء، وهنا سأعترف لك بشيء ندمت عليه كثيرا، فقد تجرأت على إيذاء نفسي، وجسدي، لا أدري لماذا وكأنني أعاقبها على أمر ليس بيدها، وهذا بالذات ما جعلني اليوم أبحث عن اليد التي تنتشلني من نفسي فأنا قبل سنتين كنت ذلك الشاب الطموح، المفعم بالنشاط، والذي يحظى بحب واحترام الجميع، ولم أعد أجدني اليوم، فساعدوني قبل أن أقع في شر أفعالي؟
أخوكم ن.سيف الدين من الغرب الجزائري.
الـــــــــــــــــــــــــرد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، من أعماق قلبي أتمنى أن يصلح الله أحوالك أخي، سأذكرك بما تعرفه ويعر فه الجميع فالذكرى تنفع المؤمنين، نحن كلنا معرضون للابتلاءات في هذه الدنيا، ولابد علينا من الاستعانة بالله دوما والصبر والإصرار على اجتياز الامتحانات بكفاءة، واعلم أخي أن حل المشاكل يتطلب مجموعة من التدخلات بدأ من الوقف مع النفس وقفة محاسبة، نحاسبها أولا على علاقتها بالله، وفي أي جانب نحن مقصرون، والله عزّ وجل يقول: “لا يكلف الله إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت”
فلا تزيد الطينة بلة، خاصة أنك كنت في الزمن القريب شاب في قمة النضج، ثم ماذا لو تعرضت للخيبة في حياتك، اعلم أننا بشر نصيب ونخطئ، وأنت مازلت في ريعان شبابك، وما زال المستقبل إن شاء الله يوعد بالكثير، وما زالت فرص تحقيق الآمال والطموحات أمامك واسعة، لهذا أبعد شبح العجز واليأس الذي خيم على قلبك وفكرك، واستبدله بروح التفاؤل، وحاول أن تفجر الطاقة الإيجابية التي بداخلك، ومن المؤكد ستصل إلى ما ترجوه إن شاء الله.
أخرج نفسك من هذا النفق المظلم الذي استسلمت له، حدد هدفك، وبادر بوضع خطتك، ثم قم باختيار الوسائل المناسبة لتحقيقها، واستشر في ذلك وأصحاب الخبرات الذين تثق فيهم، كما أنصحك بالصحبة الصالحة، الأصدقاء الذي يدفعون بك نحو الأمام، ويعيدونك إلى جادة الصواب حين تشعر بالضعف.
من الواضح جدا أنك صاحب إرادة، والجلي أيضا من خلال رسالتك أنك شاب مثقف، وتعرف جيدا حجم الخطر الذي أنت فيه، وكل النصائح ربما تعرفها، ولكن ربما التطبيق هو الذي يصعب عليك، لهذا عليك بالتغيير الفوري لتعثر على نفسك الطيبة، وتوقف عن إيذاء نفسك، توكل على الله الذي أمرن بين الكاف والنون، وبالدعاء والعمل الصالح سيقول لكل أمنياتك كوني فتكون. والله أعلم.