إعــــلانات

أبنائي قهروني وضربوني و ألقوا بي إلى الشارع

بقلم Fateh
أبنائي قهروني وضربوني و ألقوا بي إلى الشارع

السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:

بنيتي نور، لا تستغربي عندما تسمعين مشكلتي، فأنا امرأة في خريف العمر وأعيش في ظروف أقل ما يقال عنها أنها صعبة، ولكني مازلت أقرأ الجرائد التي ألتقطها على أرضية الطرقات والحدائق والأماكن العامة، رغم كل مشاكلي، مازلت أحن للمطالعة وحب الاطلاع ورغبة الإكتشاف وقد شجعتني على مراسلتك أهل الخير.

أنا امرأة كتب عليّ الزمن أن أعيش في الشارع، أفترش الأرض وألتحف السماء بعد أن كنت معززة مكرمة في بيتي، عندما أتصفح ألبوم ذكرياتي تنتابني موجة من القلق والإضطراب والضياع، فأسترسل في البكاء حتى يغمى عليّ، كيف لا؟ وأنا التي كنت أحلم بحياة مستقرة ملؤها السعادة والطمأنينة وجدت نفسي في آخر عمري أهيم في الشوارع، هذا لأن أبنائي فلذات أكبادي الذين أنهكت نفسي من أجلهم قهروني وكانوا يتفانون في ضربي، وعندما كرهوا مني ألقوني في الشارع

صدقيني يا بنيتي، إن قلت لك أنني لم أتردد لحظة واحدة في تنفيذ القرار، الذي أصدره أولادي في حقي لأني شعرت باليأس الذي كبّلني، فاستسلمت للأمر الواقع ولم أقاوم لحظة من الزمن، بل خرجت من بيتي تاركة ورائي كل شيء.

بعد أسبوعين  من تواجدي في الشارع أكاد أجن، لم أستطع أن أتعود على هذه الحياة، ولم أتمكن من تقبل هذا الوضع، هذا ما جعلني أمضي أياما وأياما لا أرى النور ولا أتوقف عن البكاء، لقد ضاقت بي الدنيا بما رحبت، فلم أجد أمامي سواك، فأرجوك ساعديني أنا في أمس الحاجة إليك، أعينيني قبل أن أقدم على تصرف جنوني قد يودي بحياتي.

مريم/ العاصمة

الــــــــــرد:

سيدتي الفاضلة

 مريم، يسعدني كثيرا أن تكوني  واحدة من قرائي، هذا فعلا شرف لي أعتز تمام الإعتزاز باكتسابه.

أدرك جيدا أنك مررت بتجربة صعبة تهز الجبال، ولكن هذا لا يعني أبدا أن تستسلمي وتيأسي، بل عليك أن تسلمي أمرك لله وتبالغي في الدعاء بالخير وليس بالشر، أعلم أمي العزيزة أنك تأثرت كثيرا، بل عانيت ألما وحرجا لموقف أبنائك الذين ظلموك وظلموا أنفسهم، ولكن أرجوك، بل أتوسل إليك ألا تدعي عليهم، لأنك لو دعوت عليهم

أكيد ستضّرينهم بدعائك، لذا أحبك أن تشغلي نفسك بذكر الله ليلا ونهارا، فهو برحمته سيرفع الكثير من الأذى والضيق والألم.

 من الضروري جدا أن تتركي الشارع، فأنت لم تخلق له، لذا أريدك أن تصبري  بعض الوقت، لكي أجد لك الحل بصفة نهائية يجب أن تكون ثقتك بالله واسعة وتوكلك أكبر من كل الأذى الذي أصابك في هذه الدنيا.

ردت نور


رابط دائم : https://nhar.tv/aWkrn