أبو خيثمة تنقل بمسدس مصري وبطاقة شرطي بإسم التونسي

 حيث كانوا يعتمدون على تزوير الوثائق لتنفيذ عملياتهم، على غرار جماعة “الفداء” التي كان ينشط تحت لوائها العديد من المحسوبين على تيار “الجزأرة”.

وعلمت “النهار” من مصدر موثوق، أن أمير “كتيبة الفتح” يحيى أبو خيثمة الذي قضت عليه قوات الجيش بولاية بومرداس الأربعاء المنصرم على متن مركبة من نوع بيجو 404 مغطاة، كان يحمل معه مسدسا كتب عليه “مصنوع في جمهورية مصر العربية” وهو من نوع 15 عيار، كما أكد ذات المصدر، أن بن تيتراوي كان يحمل بطاقة مهنية مزورة لضابط شرطة تحمل لقب تونسي والإسم رابح وتحمل صورته وهو بزي الشرطة وهذا إضافة إلى استرجاع مبلغ مالي.

وقالت مصادرنا، إن البطاقة المهنية التي ضبطت بحوزة أمير “كتيبة الفتح” كانت مزورة بإحكام يصعب التفطن لها واستنادا إلى المعلومات التي توفرت لدى”النهار”، فإن اختيار لقب تونسي في البطاقة المهنية المزورة لم يكن تلقائيا، بل تم اختياره عن قصد نسبة إلى لقب المدير العام للأمن الوطني العقيد علي تونسي لتسهيل عملية المرور في الحواجز الأمنية.

وتأتي هذه المعلومات لتأكد العلاقة الوطيدة بين تنظيم “الجماعة السلفية للدعوة والقتال” أو ما يسمى بتنظيم “القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي” وشبكات التزوير والتهريب وهي النتائج ذاتها التي توصلت إليها التحقيقات الأمنية في عدة قضايا، خاصة تلك المتعلقة بالعمليات الإنتحارية والتي أفضت إلى اكتشاف تورط عدة أشخاص في تزوير البطاقات الرمادية للسيارات المستعملة في تلك العمليات، وما حصول أبوخيثمة على بطاقة محكمة التزوير إلا أكبر دليل على وجود تحالف وثيق بين الإرهاب وعصابات التزوير.

كما تبرز الوثائق المسترجعة عند القضاء على أمير “كتيبة الفتح” بن تيتراوي، أن بعض العناصر القديمة في التنظيم المسلح لا تزال تستعمل بعض الأساليب التي كانت تستعملها الجماعات الإرهابية عند ظهورها بداية التسعينات، على غرار جماعة الفدا التي كانت تضم العديد من منتسبي تيار الجزأرة وكانت تعتمد على تزوير الوثائق الرسمية لتجسيد عملياتها الإرهابية والتي تميزت آنذاك بعمليات اغتيال المثقفين.