أب لـ6 أبناء يعرض بيع كليته لعلاج ابنيه المعاقين لاقتناء الحليب والحفاظات في المسيلة

“عمر لعايز” يعمل حارسا بابتدائية براتب 18 ألف دينار لم يعد يكفي حتى لأسبوع
“مسؤولون بمديرية النشاط الاجتماعي زاروني منذ عامين.. ومنذ ذلك الوقت لم يعودوا”
“الابتلاء من المولى عز وجل لا مفر منه، والإيمان بما كتب الله يقتضي الصبر على المبتلى.. لكن ما باليد حيلة”، هكذا خاطبنا “عمر لعايز” البالغ من العمر 48 سنة وهو أب لستة أطفال، منهم “عماد” وعمره 6 سنوات وشقيقته “عبلة” صاحبة الأربع سنوات، اللذان يعانيان من اعاقة ذهنية وحركية بنسبة 100 من المئة، وهو ما عقّد من الظروف المعيشية لوالدهما الذي يعمل حارسا باحدى الابتدائيات بقرية خباب التابعة إقليميا لبلدية السوامع بولاية المسيلة.
“النهار” توجهت، صبيحة أمس، الى قرية خباب، أين زارت بيت “عمر لعايز” والتقته هناك، ليسرد لنا حكاية ابنيه “عماد” و”عبلة”، حيث أكد أنهما ولدا بالإعاقة، وانه كان يعالج “عماد” في مستشفيات مختلفة بالوطن، قبل أن تولد أخته “عبلة” ويجد نفسه مجبرا على معالتجهما معا، إلى غاية اليوم الذي واجهه الأطباء وطلبوا منه الاستسلام للأمر الواقع ووضعهما في المنزل، طالما أن شفاءهما بات من المستحيلات، لتبدأ بذلك معاناة أخرى مع اقتناء الحفاظات والحليب،
ليذكر لنا حادثة وقعت له مع مديرية النشاط الاجتماعي لولاية المسيلة، منذ عامين، اين زاره ممثلون عن المديرية وقدموا له حفاظات بالاضافة إلى علبة كبيرة من حليب الأطفال، ومنذ ذلك اليوم لم يزره أحد، مشيرا إلى أن العوز الذي يعيشه جعله يقتني “الياغورت” بدل الأكل المخصص لولديه، والذي يستورد من الخارج بسعر مليون سنتيم،
مذكرا أنه يستعين دائما بالحقن من أجل إطعام ولديه. ومع مرور الوقت صارت الفاتورة أثقل، وهو الموظف البسيط الذي يتقاضى 18 ألف دينار، ويعيل عائلة من 6 أبناء إلى جانب والدتهم، مع العلم أن “عمر” توفيت زوجته الأولى وتركت له ابنتين وطفلا، ليتزوج ثانية وينجب كلا من “عماد” و”عبلة” وأخ آخر لهما. وعن يومياته، قال ؤنه يقضي ليال بيضاء مع ابنيه، خاصة في ظل إصابة ابنه “عماد” ببعض الميكروبات على مستوى الزائدة الدودية،
مشيرا إلى أن المعاناة تزداد كلما كبر ابناه، خاصة مع مشكل الحفاظات وحليب “نسبراي”، ليكشف بأن صبره نفد، وبات لا يملك حلا غير بيع احدى كليته من أجل التكفل بابنيه، بشراء الحفاظات والحليب وإجراء العمليات الخاصة بالتدليك، والتي كان يقوم بها ابناه مرة في الأسبوع،
حيث أن كل تلك المتطلبات، زيادة على تكاليف نقل فلذتي كبده إلى المستشفيات ومراكز العلاج، زادت من معاناته أمام قلة حيلته ماديا، لتكبر مجددا فكرة بيع كليته، سعيا لإنقاذ ابنيه.