أب يمنع ابنته «النابغـــة» من الدراسة بسبب الاختلاط في سكيكـــدة

في سابقة تعد الأولى من نوعها لدى المجتمع السكيكدي، أرجأ نهار أمس قاضي الجنح بمحكمة سكيكدة الابتدائية، البث والنظر في ملف قضية تبعث للغرابة نظرا للحجج والأعذار التي تقدم بها مواطن يبلغ من العمر 43 سنة، والذي مثل كمتهم أمام قاضي الجنح بتهمة منع واعتراض عن السماح بالدراسة لابنته البالغة من العمر 17 سنة، والتي تدرس في قسم السنة الأولى ثانوي. وقائع القضية حسب ما دار في جلسة المحاكمة، تعود إلى الأشهر القليلة الفارطة، لما تقدم جد التلميذة بشكوى لوكيل الجمهورية لدى محكمة سكيكدة، عن تعرض حفيدته للمنع من الذهاب إلى المدرسة من طرف والدها المتهم، وهذا عن مدة تزيد من شهرين أيام قليلة، عن اجتيازها للامتحانات النهائية الخاصة بشهادة التعليم المتوسط، لولا تدخل البعض من أفراد العائلة، ليعاود المتهم الكرّة، وهي الآن في السنة الأولى بثانوية مفدي زكريا بفلفلة. المتهم، وأثناء استجوابه من طرف قاض الجلسة حاول التهرب والتنصل من التهمة الموجهة إليه، بعد أن زعم بأن ابنته كانت مريضة، وهي الآن تواصل الدراسة بصفة عادية، قبل أن يواجهه وكيل الجمهورية كممثل للحق العام، بأن ابنته لم تدخل الثانوية منذ 45 يوما وأن هناك شكوى ثانية ضده من طرف جد التلميذة وأهلها، وهو ما احتار له قاضي الجلسة، الذي حاول تذكير المتهم بأن التعليم في الجزائر إجباري حسب قوانين الدولة الجزائرية، كما قدم له نصائح مستمدة من الدين الحنيف، وما أقرته القوانين الوضعية بعد أن حمله المسؤولية بأنه الولي الشرعي على ابنته، لكن الأب المتهم كانت حجته التي احتار لها الحضور من متقاضين ومحامين وحتى هيئة المحكمة، بأنه منع ابنته من متابعة دراستها بحجة الاختلاط، كما رفض فكرة تسجيلها في ثانوية «النهضة» الخاصة بالبنات بوسط مدينة سكيكدة، بحجة أنه يقطن بعيدا عنها، وهي الأعذار والحجج التي لم يتقبلها قاضي الجلسة الذي طلب تأجيل القضية إلى جلسة الأسبوع القادم، مع إلزام الأب المتهم بإحضار ابنته الضحية وشهادة مدرسية تثبت مزاولة ابنته للدراسة، حتى يتم الفصل في موضوع القضية التي تركت ذهولا ودهشة في أوساط المتقاضين .