أتمنى الموت لوالدي لكي يُـفـك الحصار عن ثروته ونستمتع بماله

أعرف أني سأكون محل احتقار من طرف الجميع، بالرغم من ذلك لا يهمني الأمر، فلا يشعر بحرقة الجمر إلا من اكتوى بناره، وقبل الخوض في التفاصيل أعلم الجميع أن الرغبة التي تجتاحني قاسم مشترك بيني وبين إخوتي وأولادهم، فكلنا نتمنى الموت لوالدي لأنه عرقل سعادتنا وحرمنا من الاستقرار واستقلال كل منا بحياته. والدنا رجل ثري فاحش الغنى، بلغ به الكبر عتيا، بالرغم من ذلك لايزال متشبثا بالعمل والوقوف على كل كبيرة وصغيرة، لا يغفل عن الشاردة والواردة، علما أنه ألزمنا جميعا بالعمل معه مقابل أجر زهيد، ومنع علينا الخروج من البيت العائلي، بحجة أن انصرافنا عن بعضنا البعض سيقلل المحبة، والدي لا يعلم أننا لسنا بحاجة للمشاعر بقدر حاجتنا إلى المال، أفكاره البالية وعدم مواكبته لعالم المال والأعمال جعل ثروته مجدة في البنوك، فهو لا يرضى بالاستثمار، يخشى الخسارة ويفضل ممارسة التجارة التي شبّ وهرم عليها وتعلم أصولها عن والده رحمه الله. إخواني القراء، لأنه رجل مغمور لا يسمع عنه أحد، ظل في الكواليس لولا ذلك لاحتل الصدارة مع رجال الأعمال الذين نسمع عنهم ونعايش نشاطاتهم وما أقبلوا عليه من استثمارات تنفعه وتنفع البلاد والعباد، تصوروا أنه يسيرنا حسب أهوائه، لا يحق لنا التقرير في أبسط أمور حياتنا الخاصة، والأكثر من هذا فإنه ألزمنا منذ نعومة أظافرنا على تناول طعام الكسكسي وجبة للعشاء، ولا يحق استبدال هذا الطبق بغيره لأي سبب من الأسباب، أما الوجبات في النهار فهي لا تخرج عن نطاق ما يشتهيه، فإذا تذمر أحدنا، سخط عليه وذكره بأنه يعيش من فضله ولا يحق له المطالبة بأي حق، فأي حياة هذه التي نعيشها، ألا يستحق والدي الموت لكي نستمتع بأمواله، فالموت رحمة له ولنا جميعا .

  بوجمعة/ برج بوعريريج