أتوقّف عن صعود السلّم… تخلّص من هوى نفسك ترتقي
يتكرر عليّ رأيا أني كنت على سطح البيت وكنت بصدد الصعود على سلّم لكن عجزت عن الوصول إلى نهايته، فما هو تعبير المنام؟
مخلوف من بسكرة
خيرا رأيت:
يدلّ رمز الصعود في المنام غالبا على الخير والعاقبة المحمودة والترقي مع علوّ الرتبة.
لكنّ رمز النزول والسقوط في المنام يدلّ على الخسران، سواء على المنحى المادي أو غيره.
كأن يعزل من منصب سياسي أو يطلق زوجته أو يخسر مرتبة روحية كأن يرتكب ما يغضب الله فيسقط من عين الله.
فرمز الصعود له دلالة محمودة في التعبير غالبا، إذ يرمز إلى الرفعة والعز والجاه والترقية على المستوى الدنيوي والأخروي، ورمز الصعود بشارة بتغيّر في الأحوال من سيء إلى الأحسن.
وهو للمريض شفاء وللعاصي توبة وارتقاء في الإيمان وهو للمعسر رزق واستغناء وللعابد زيادة في ترقيه في الأحوال الروحية النبوية للرائي الذي يتقرب إلى الله بأنواع الطاعات.
لأنّ الجنة درجات والإسلام درجات والتقرب إلى الله درجات بأنواع العبادات ينزل صاحبه هذه المقامات.
وعليه عدم قدرتك على إتمام الصعود إلى آخر السلّم على أنك ربما مقصّر في الاجتهاد مطالب بترويض نفسك وحبسها عن هواها.
لأنّ ما أنت فيه من غلبة النفس والهوى هي من يثبط همّتك عن الترقي في أعلى المقامات.
فاكبح جماح نفسك واستعن عليها بصوم وصلاة نافلة وابتعد عن فضول الأكل وفضول الكلام، فإنها مما يعين نفسك عليك.
فتثقل عن الطاعة ولا تزيد في الاجتهاد في مراقي أهل الله لتكون مع الصادقين.
فقد أمرنا الله سبحانه بقوله تعالى «وكونوا مع الصادقين» أي المعية مع من اجتهدّ في الذكر والعبادة لأنّه المطلوب منا حقا.
فيما ضمن لنا ما سوى ذلك من حاجاتنا الدنيوية، ولكن ضللنا الطريق ولم نف بالمطلوب واجتهدنا فيما لم يطلب منا.
فلا حصّلنا الدنيا ولا حصّلنا الآخرة التي سنحاسب عليها فاجتهد يا أخي فيما كلفت به تستكمل صعود المدارج، والله أعلم.
