أحبّها… ولا استعداد لدي للإرتباط

السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته سيدتي.. أنا شاب تائه في غياهب الحيرة والعذاب، فلست أعرف أي طريق أسلكه، ولعل هذا ما دفعني دفعا إلى أن أطرح مشكلتي عليك علّني أجد حلا لما أنا فيه.سيدتي.. كغيري من أبناء جيلي.. ربطت علاقة عاطفية مع فتاة لم تلبث أن تحوّلت إلى كل شيء في حياتي، حيث إنها باتت تشغل بالي وتفكيري دائما، وقد عرّفتها على إثر ذلك على أهلي ومعارفي؛ ولم يعد أحد منا يظهر إلا برفقة الآخر.مشكلتي طفت على السطح مؤخرا، حيث تفاجأت بالحبيبة تطلب مني أن أبيّن لها أوضّح علاقتي بها، حيث إنها ألحّت علي بضرورة التقدّم لخطبتها حتى أقطع ألسنة السوء التي ومن أجلها باتت سمعتها على المحكّ، لا أخفيك أن الأمر في البدء هالني وجعلني غير قادر على اتّخاذ أي قرار، خاصة وأني لم أفكّر يوما في الزواج والارتباط، حيث إني لم أكمل بعد دراستي، كما أن السفر والعمل في ديار الغربة هو مطمعي وكل طموحي.أنا لست ضدّ مسألة الزواج، لكني أيضا في مقتبل العمر؛ ولست أهلا للمسؤولية وتحمّل أعباء أسرة، وهذا ما لم يرق للحبيبة سماعه؛ حيث إنها طلبت مني إنهاء ما بيننا من علاقة، وهذا ما أثر سلبا على نفسيتي وقلب حياتي هما وغمّا.هل يعقل أن نحب سيدتي شخصا لا نفكّر بالمرة في الارتباط به؟، هل يمكن وصفي بالخائن للحبيبة التي وضعت كل أمالها في؟، أنا في حيرة من أمري فهلاّ أرحتني.
الحائر من الوسط
الرّد:
من الصعب أن تحسّ الفتاة بأن كل ما بنته من أحلام جميلة يذهب هباءً منثورا، وأظن أن هذا ما حدث لفتاتك، حيث إنها وجدت نفسها قاب قوسين أو أدنى من أن تصدّق الحب الذي عاشته إلى جانبك، حيث إن الصدمة التي تلقتها على يديك آلمتها لدرجة أنها طلبت منك الفراق والبعد.لقد كان حريّا بك أخي أن تحدّد هدفك من العلاقة التي جمعتك بهذه الفتاة منذ البدء، حتى تعرف رأسها من قدميها، وتقرّر إن كان ما تريده منك هو مجرّد علاقة عابرة أم أنها تريد الزواج والاستقرار، أيضا عيبك أنك ظهرت معها في عديد المناسبات والأماكن لدرجة جعلت فيها سمعتها على المحكّ.ماذا أخي لو تنامى إلى مسامعك أن هناك من يعبث بشرف أختك من خلال مصاحبته لها واصطحابه لها في الأماكن العمومية وحتى الخاصة؟، ماذا لو أتاك أحدهم يحدّثك بالسوء عن أختك، وبأنه رآها تصادق فلانا وتلاقي علانا؟، هل تراك ستفرح وتهلّل للأمر، أم أنك ستنتفض وتضع حدّا لخطإ لا تغتفره أسرنا وكل مجتمعنا؟.لم يكن ما تكنّه لهذه الفتاة سوى عاطفة عابرة لم ترقى إلى النضوج، والدليل أنك ترى نفسك غير أهل للزواج والاستقرار في الوقت الراهن، كما أن طموحك أبعد بكثير من أن تضبط أواصره على حب فتاة مسكينة لا ذنب لها سوى أنها أحبتك ومنحتك قلبا طاهرا بريئا.من الأفضل على الأقل أخي.. أن تستسمح هذه الفتاة فيما ألحقته بها من أذى وأن تردّ لها اعتبارها أمام نفسها أولا وأمام كل من يعرفها ويعرفك، ولتراجع حساباتك على اعتبار أن ذوينا تزوّجوا وبنوا أسرا وربوا أجيالا وهم في سن أصغر بكثير من سنك، كما أن المسؤولية لا تكتسب جزافا، وإنما عن طريق النية الصادقة وروح المبادرة لبلوغ المقاصد، فلتفكر مليّا إن كنت أخي قادرا على نسيان ما جمعك بهذه الفتاة من ذكريات طيبة، وفكر بصدق إن كنت حقا تستطيع الاستغناء عنها، فإن وجدت أنك غير قادر على غير ذلك فما عليك إلا أن تتوكل على الله وتأخذ بزمام الأمور وتسعى إلى إكمال نصف دينك مع فتاة أحبتك بصدق، ولتدرك أن الله سيجازيك خير جزاء لأنك اخترت تحصين نفسك على أن تجرح قلبا محبّا؛ قد تعيش وبسببه هواجس الندم والحسرة ما بقي لك من عمرك.
ردت نور