إعــــلانات

أختي تكاد تعقّدني.. تقاطعني بلا أسباب وتعاملني كالأغراب! 

أختي تكاد تعقّدني.. تقاطعني بلا أسباب وتعاملني كالأغراب! 

السلام عليكم ورحمة الله.. من قلبي ألف شكر لكم على هذه الصفحة التي أشعرتني براحة جعلتني أخط لكم معاناتي مع أخت لي هي أكبر مني سنا.

فهي تقاطعني لأسباب تافهة، أنا دوما أعتبرها قدوتي منذ الصغر، كنت أقلّدها في أفعالها وتصرفاتها، وهذا كان يغضبها، ودوما ما تنعتني بـ”الغبية”، بالرغم من أنني أحبها وأحب البقاء معها، حتى في الدراسة، كنت أطلب مساعدتها لكنها ترفض.

مرّت السنوات وصرت أحمل لها شيئا في قلبي مع كثرة المواقف التي تعرضت لها وتغضبني فيها، وكنت أخبرها بذلك، ولكنها كانت لا تبالي، وأصبحت أحاول أن أعتمد بعد الله على نفسي، ورغم أنها أكبر مني، إلا أنها تعتمد عليّ في كثير من أمور المنزل.

مؤخرا حدث بيننا شجار ولم نعد نتحدث أبدا، وأشعر أنني حتى وإن بادرت بالصلح، فسوف تعود لتلك المعاملة، وأنا لا أرغب في ذلك أبدا، لأني أشعر الآن أنني أفضل، أرجوكم أرشدوني فأنا لا أعلم كيف أعاملها؟.

فاطمة من بومرداس

الرد:

أختي الكريمة.. وعليكم السلام ورحمة الله، ومرحبا بالجميع في صفحتنا ونشكر الله الذي جعل لنا مكانة في قلوبكم.

لقد قرأت رسالتك باهتمام شديد، واستخلصت أن المشكل الذي وصلتما إليه سببه رواسب نفسية قديمة، وتأزم الوضع سببه لا مبالاة أختك بالروابط العائلية وقيمها الجميلة، لكن الأمر الملحوظ والملفت للانتباه في رسالتك. هو غياب دور الأهل في المشكلة..!،  لكن لا بأس، في البداية دعيني أتوقف عند أهم الكلمات التي شدتني في الرسالة مثل:”هي أكبر مني سنا”.. “دوما ما تنعتني بالغبية”.. “أصبحت أحمل لها شيئا في قلبي”..

عزيزتي.. أولا كونها أكبر منك سنا يتوجب عليك احترامها، فربما كانت تصدر منك كلمات غير لائقة لم تكوني تنتبهين لها، لهذا فلا بد أن تراجعي نفسك في هذه النقطة، من جهة ثانية، كونها الأكبر، فهذا لا يعني أن تتطاول عليك بكلمات مؤلمة.

حب الأخت فطرة إنسانية، فقد خلقكما الله من أم وأب واحد، وتكونتما في رحم واحد، وهو واجب شرعي بين أي مسلمتين، فما بالكما وأنتما شقيقتين.

فلا يصح ولا يعقل أن يحمل قلبك ضغينة على أختك، فما حدث وما يحدث لا يزيد عن كونه مجرد سوء فهم، ومشاعر غاضبة سرعان ما تهدأ، ولا يجب أن يتضخم الأمر لدرجة أن تتعاملا كغريبتين، بل يجب أن تعود المياه إلى مجاريها ويعود الوئام بينكما.
ولأنك التي بادرت بالخير، وترغبين في الحل، فما عليك فعله أولا هو اللجوء إلى الله قبل كل شيء، وارفعي أكف التضرع إليه واسأليه أن يهدي قلبك للصلح، وأن يليّن لك قلب أختك، وأن يصرف عنكما كيد الشيطان، وأن يزرع بينكما الحب.
حاولي أن تطوي صفحة الماضي بكل مساوئه وجروحه، وابدئي صفحة جديدة ملؤها الحب الإحسان، عملا بقوله تعالى:”ادْفَع بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةً كَاَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ”، وثقي أنها لو رأت منك الحب والتقدير لردته عليك مودة وعطفا.

كوني أنت المبادرة بمد يد الصلح، رغبة في الأجر، ولكونك أنت الأصغر سنا، لقول رَسُول اللَّهِ “صلى الله عليه وسلم”:”لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام”.

استعيني بوساطة الأهل إن تأزم الوضع ولم تصفَ النفوس، خاصة الأم، وهذه هي الحلقة المفقودة في الرسالة والتي كنت تمنيت لو تحدثتي عنها، وتأكدي أن الصفاء سيعود، وأن الأرواح لا بد أن تتآلف يوما ما، ولا تنسي أن كل ما ستبادرين به لوجه الله أولا ولتلطيف الجو الأسري لنرد جميل والدينا ونجعلهم مرتاحين علينا.

رابط دائم : https://nhar.tv/tDmEU
إعــــلانات
إعــــلانات