إعــــلانات

أخــاف أن تحــــجـــــــب ذنـوبـي‮ ‬رحـمة الله عنّـي‮ ‬

أخــاف أن تحــــجـــــــب ذنـوبـي‮ ‬رحـمة الله عنّـي‮ ‬

السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:


أنا فتاة من الشّرق الجزائري في الأربعين من العمر، ولحد الآن لم أتزوج ، دائما أدعو الله أن يرزقني بالزّوج الصّالح الذي يعينني على ديني ودنياي، وثقتي بالله كبيرة بأنّه سيستجيب لي عاجلا غير آجل، أعرف كل الأوقات المناسبة التي تجاب فيها الأدعية، المشكلة أنّي بدأت أشعر أن كل ما أفعله من عبادات ليست خالصة لوجه الله، فقط لكي يستجيب الله لدعائي، وهذا الإحساس يخنقني.

سيدتي نور؛ لا أخفي عليك بأنّ حالتي سيئة، بسبب تأخر الزّواج، لذلك أدعو الله دائما وأنا موقنة بأنّ الله أكرم الأكرمين، ولكنّي أخاف من ذنوبي، أخاف أن تكون ذنوبي حاجزا تمنع استجابة الدّعاء، ماذا أفعل وأنا أرى بنات سني المتزوجات يخرجن مع أزواجهن وأبنائهن للتمتع بالسّعادة ومباهج الحياة، فهذا المنظر يزيد من الأسى بداخلي.


وسيلة/ الشرق

الرد:

عزيزتي؛ الواجب عليك أن ترجعي لنفسك هنيهة، وتعلمي أنّ ما اختاره الله لك هو الأصلح والأحسن، وأن ما تفتقدينه قد يكون خيرا، وخير كثير، ولا تجعلي وساوس الشّيطان الرجيم وأمواجه تلاطمك فتأخذك يمينا وشمالا، شرقا وغربا، حيث ما يشتهي لعنة الله عليه يتلاعب بك، بل كوني كما يحب الله ويرضى، وارضي بقضائه واشكريه على نعمته، وتأملي نعم الله عليك، ولا تضجري ولا تسأمي، واشغلي نفسك بطاعة اللّه عزّ وجل، سوف تجدين الرّاحة والطّمأنينة، خفّفي عن نفسك وتذكري أنّ هناك ملايين من النّساء مثلك لم يتزوجن، ولعل كثيرات منهن أسعد من كثيرات متزوجات.

شرح اللّه صدرك للرضا بقضائه، والاطمئنان إلى ما أنت عليه، وملأ قلبك سعادة.

عزيزتي أنت أسعد من كثيرات، هل تزداد معاناتك من عدم زواجك، حين ترين امرأة مع زوجها وأولادها يخرجون في نزهة، أيجعلك هذا تتذكرين وحدتك، وحرمانك الزّوج ومساندته، والأولاد وبراءتهم، أيثير فيك إحساسا بأنّك مظلومة، أو أنّك تعيسة، أو أنّك محرومة، تمهلي قليلا، ولا تدعي هذه المشاعر السّلبية والأحاسيس المحبطة، تملأ نفسك، وتزرع فيك الحزن، لقد رأيت جانبا واحدا من حياة هذه الأسرة، لكن هناك جوانب كثيرة أخرى لم ترها عينك.

لعلك لو رأيت الزّوجة المبتلاة بزوج قاس لا يرحم، واستمعت إلى شكواها من معاناتها الدّائمة منه، لربما حمدت الله أنّ نجاك من الزّواج، لو جلست مع مطلقة تندب حظها، وتعلن ندمها على زواجها، واستمعت إليها، وهي تشكو لك كم احتملت وعانت حتّى حصلت على الطّلاق، واستعادت أمنها، لربما حمدت اللّه على أنّك لم تتزوجي ولم تعاني مثل ما عانت.

إنّ تفكيرك بما تعانيه آلاف الزّوجات، وما احتملته كثيرات غيرهن انتهى زواجهن بالطّلاق، يخفّف عنك كثيرا مشاعر الأسى التي تثور في نفسك بسبب عدم زواجك، إنّ ذاك التّفكر يبدّد إحساسك بأنّك مظلومة، ويحل محله إحساسا جميلا بالرّضا، الرّضا الذي يجلب لك رضا الله.

عزيزتي، تذكري شكوى صديقتك من صراخ زوجها المستمر، وغضبه الدّائم، ونجاتك أنت من هذا.

واستعيدي مشهد جارتك التي خرجت من بيتها باكية، بعد أن ضربها زوجها فألحق بها ضررا وأذى و.. و.. فلن أطيل عليك الكلام، أتركك مع هذه الصديقة وتلك الجارة و”الحديث قياس”، كما تقول الحكمة.

 ردت نور


رابط دائم : https://nhar.tv/4gHov
إعــــلانات
إعــــلانات