أذكياء يتحوّلون إلى فارّين.. والمراهقون إلى هواتف نقالة
اللحم للي ما عندوش السنان» .. «عيشة راجل» .. «واحد ملايكاتو ثقال»
و«جابلي ربي» .. «ضربك ربي في راسك» .. هي جزء من القاموس اللغوي الجديد الذي أصبح يمثّل الثقافة المثلى لدى معظم الشباب والشارع الجزائري، في الوقت الذي لا يعلم أغلب مستعمليها خاصة بحكم العادة، المعنى الحقيقي لهذه العبارات، وهي التي تحمل معاني استفزازية وأخرى للسخرية، وجزء منها مستوحى من عبارات القرآن الكريم، بتحريف للمعاني واستعمالها في غير محلها. تحولت اللهجة الجزائرية المتداولة خاصة بين الفئات الشبانية إلى مزيج من الكلمات الخادشة للحياء، وعبارات سب وشتم يتم تداولها في الأحاديث اليومية، أين أصبحت هذه الكلمات عبارة عن قاموس لغوي يكثر تداوله دون معرفة المعاني الحقيقية لهذه العبارات. «مالايكاتو ثقال».. «فرشة».. «شريكي».. «عيشة راجل».. هي أمثلة عن هذه العبارات التي أصبح يستعملها الجزائريون بكثرة في محادثاتهم اليومية، ووصف بعضهم البعض بأوصاف قبيحة كـ«مونڤول» أو»حابس» وهي كلها عبارات دخيلة على اللهجة وثقافة المجتمع الجزائري، بعد أن طغى حديث السب والشتم على كلام الجزائريين وأصبح يطبع محادثاتهم اليومية. ويضاف إلى هذا الحديث العبارات التي تخرج عن الملة وتسب الذات الإلهية من خلال الحديث عن شخص ما بطريقة تهكمية كعبارة «ملايكاتو ثقال» التي تعني أن الشخص غير محبوب، ولكن باستعمال عبارات دينية تخرج عن الملة وتسب الملائكة، أو قول «جابلي ربي» أي أن الشخص يظن شيئا، في الوقت الذي ينصب المعنى الحقيقي لهذه العبارة في أن الله قد أوحى له وأنه رسول. كما ابتكر الجزائريون عبارات جديدة لمدح بعضهم البعض ككلمات سرية مثل «شريكي».. «أنت حاجة خشينة».. «ينافيڤي».. «يطير من المقلة»، وغيرها من عبارات المدح التي أصبحت متداولة في أوساط الشباب ككلام معسول، حيث تعبر كلمة «ينافيڤي» على أن الشخص غير كسول ويحب العمل، في حين أن معناها الحقيق هو الإبحار في اللغة الفرنسية، أو عبارة «أنت هارب» أي أن الشخص متفوق في مجاله كالدراسة أو العمل، في حين أن معناها الدال في الكلام هو الهروب من شيء ما. وظهرت في السنوات الأخيرة عبارات جديدة بعد دخول التكنولوجيا واستعمالها على نطاق كبير في أوساط المجتمع، حيث أصبح الجزائريون يستعملون عبارات مثل «راك أور لين» أي أن الشخص غير مركز في حين أن المعنى الحقيقي للعبارة هو عدم الدخول في حسابه الإلكتروني، وعبارة «راني باتري فابل» أي أنه ثعبان في حين أن العبارة تعني نفاذ البطارية في الهاتف أو الكمبيوتر، وهذه العبارات قد طغت على محادثات الشباب وعرفت انتشارا كبيرا في أوساط المجتمع.