أريد أن أنزع عني صفة العقوق وأستبدلها ببسمة الأبناء البررة

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
سيدتي نور، بعيدا عن الإطالة في المقدمات أقول لك: لقد حدث في الفترة الأخيرة شد كبير بين أبي وأمي، مما جعله يقدم على ضربها، وكان حينها مخطئا تماما، فأنا أعرف سبب الإشكال، لقد خرجت والدتي غاضبة من المنزل إلى بيت أهلها على ألا تعود أبدا، كان هذا الأمر مريعا بالنسبة لي ولإخوتي، فكيف نستطيع العيش بدونها، خصوصا أنّ والدي يذهب إلى بيته الثاني بالتناوب مع بيتنا. حاولنا معه مرارا أن يرضيها ويعيدها إلينا بشتى الطرق واستخدمنا سائر الحيل، لكن للأسف لا مجيب.
طفح بنا الكيل أنا وإحدى أخواتي، لاسيما وأننا كنا في مقدمة طابور الإصلاح، فدلنا الشيطان على طريقة وللأسف اتبعناها، قلنا في أنفسنا: سنهجر الوالد ولن نجالسه ولا نكلمه حتى يضعف ويرجع الوالدة، وبالفعل طبقنا هذه الطريقة، فلم يزدد الأمر لغبائنا إلا سوءا، بل وتركنا لمدة أسبوعين بلا عائل مع زوجته الثانية، وزادت بذلك الفجوة بيننا وبينه، وبعد فترة طويلة من المعاناة والألم والخطط الفاشلة التي لم تزد الطين إلا بلة، عادت أمي دون قيد أو شرط، وعادت المياه بينها وبين والدي إلى مجاريها، ولم نجني إلا عقوقنا، حيث لم يعف عنا حتى اليوم، ولم يحاول أن يكلمنا، ما يؤلمني أنّني استعطفته فلم ألقى منه إلا السخرية والصد، وقد حاولت أن أعطيه كل مرتبي، لكّنه أقسم ألا يأخذ منه دينارا واحدا، ولم يغير فيه ذلك شيئا، ما يؤلمني أنّني مقبولة الرأي ومُوفقة بين صديقاتي وللأسف عاقة وعاجزة عن إرضاء والدي.
أرجوك سيدتي دليني إلى الحل السليم الذي ينزع عنّي صفة العقوق ويكسوني بسمة الأبناء البررة فأنا أريد الحل الجذري الذي يذهب غيظ أبي ليرضى عني.
فوزية/ سكيكدة
الـرد:
عزيزتي، أن هجرك لأبيك خطأ بيّن، والواجب عليك في مثل هذه الحالات ـ خاصة وأنت الفتاة المثقفة ـ أن تحاولي جهدك في إصلاح العلاقة بين أبيك وأمك، وتحيطي هذا الأمر بسرية تامّة، وأن تبسطي الأمر عند أخواتك إلى حد كبير، ولا تكوني عونا لأبيك على أمّك ولا العكس، وإنّما ابذلي جهدك في تخفيف الاحتقان، وترتيب البيت من جديد، وأمّا الهجران والخصام فلا فائدة من ورائه، بل إنّه يشعل النار من جديد، ويطول مدى اشتعالها، وهو ما حدث في حالتكم هذه، ولكن من توفيق الله لك أنّ الأمر لم يصل بسببك إلى الفراق والطلاق.
عزيزتي، واصلي إحسانك واجتهدي في البر رغم صدّه، وضاعفي العطاء والبذل، وثقي ثقّة تامّة بأن قلب الأب بطبعه قلب رحيم، وسينكسر لما يرى من الإحسان، ولكن تذرعي بالصبر استعيني بعد الله بوالدتك في توصيل اعتذارك له، وإن لم يقبل فلا بأس أن تستعيني ببعض أقاربك من المحارم العقلاء كخالك أو عمك، وتشرحي له الموقف، لعله يصلح ما فسد، ولكن دعي هذا الحل آخر الحلول.
حاولي أن تصنعي بعض المفاجآت لأبيك، كأن تحضري له وجبة محبوبة لديه، أو أن تشتري له هدية ثمينة، أو نحو ذلك ممّا يطيب خاطره، وتوقعي أنّه سيرد بعضها أو كلها، لكن تيقني أنّ هذه الهدية أو المفاجأة ستغرس بذرة الرحمة في زاوية من هذا القلب الكبير، وقد لا ترين نتاج هذه البذرة إلا بعد أيام، فما عليك سوى الصبر والدعاء لأبيك وأمك بأن يؤلف الله بين قلبيهما وأن يلين قلب والدك عليك.
ردت نـور