إعــــلانات

أستجيب لكلّ الناس وأسعى لإرضائهم إلا خالقي

أستجيب لكلّ الناس وأسعى لإرضائهم إلا خالقي

السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته أما بعد:

  أنا شاب أبلغ من العمر27 سنة، أشعر بالتيه والضياع، لأني مخلص لكل الناس إلا ربي الذي خلقني فسواني رجلا وأعطاني من أفضاله الكثير.سيدتي نور.. أشعر بالضيق ويكاد يغمى علي عندما أتذكّر علاقتي الجيدة مع العباد، فمن يقصدني لا أردّه ومن يرغب بالمساعدة أسانده وأدعمه حتى غدوت في بعض الأحيان أرتكب الذنوب لقضاء مصالح الغير، لأن غايتي إرضاء الناس، أما اللّه الذي خلقني أجدني مقصّرا في تأدية فرائضه، حتى الصلاة لا أستمرّ في تأديتها، أما الشعائر الأخرى من صوم وغيره، أمارسها بطريقة آلية وكأن قلبي بات خاويا من الإيمان، نعم إنه كذلك بعدما انطفأت بداخله الشعلة التي كانت تدفعني إلى ابتغاء وجه اللّه، وأن البشر وإن خدمتهم مدى الحياة ليس في وسعهم أن يقدّموا لي مقدار حسنة تنفعني.سيدتي نور.. يبدو أني لن أستطيع تبليغك ما أشعر به، باختصار شديد أريد أن يتحوّل هذا الإقبال على الدنيا والتمسك بها، إلى إقبال على العبادات والطاعات ومحبة للّه رب العالمين، أرجوك دليني على المسار الصحيح الذي يكفل لي هذا الأمر فيجعلني عبدا صالحا، علما أني في غمرة التهافت على الدنيا ارتكبت ذنوبا أخرى مثل الفاحشة لكني توقفت عن هذا الأمر خشية الإصابة بالأمراض وليس خوفا من اللّه، أقول هذا ليس مجاهرة بالمعصية وتطاولا على المولى عز وجل ولكن لتوضيح الأمر ليس إلا.

نسيم من تبسة

الرد:

لم ينطفئ الإيمان في قلبك بل تراجع والدليل أنك ترغب بتقويته وتجديده ليصبح قويا، وتأكد أن الإيمان إذا هجر القلب نهائيا فلن يرجع إليه بهذه السهولة، لقد أقحمت نفسك في تلك المنعطفات الوعرة، ودفعت بها إلى أعماق المعاصي، ليس بسبب السعي إلى مصالح الناس وخدمتهم لأن هذا الأمر ستار لما أوردته في خاتمة رسالتك، أقصد ذنب الفاحشة، أنك في حاجة إلى قرار فوري يكون شجاعا وقويا يمكنك من الخروج من العتمة إلى النور، ومن الضيق إلى الفرج ومن اللّهث خلف الدنيا إلى ابتغاء وجه اللّه وتحصيل الآخرة. يمكنك فعل ذلك لأنك إنسان واع، تمكنت من إدراك ماهية شيء حسي، لذا فأنت مؤهل لكي تخوض تجربة الانتقال من وإلى، فأتمنى أن تجتهد وأن تشحذ همتك من أجل تغيير ما لم يعجبك.أنصحك بتحري الأسباب، التي تبعدك عن الوقوع في المعاصي، فلا تذهب إلى الأماكن المشبوهة، واقطع علاقتك بالفتيات اللواتي يحمن حولك أو يتصلن بك إن وجدن، ولابدّ من التخلي عن الرفاق إذا كانوا صحبة سوء، هذا على سبيل المثال، لابدّ من تغيير أمور كثيرة في حياتك، وأولها نفسك لأن اللّه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. انفذ بإيمانك ودينك إلى مكان نقي واسمو بهما في رحاب اللّه تعالى لتبتعد عن مواطن الفتن والفواحش ما ظهر منها وما بطن، فالدين أنفس وأثمن ما يملكه المسلم وهو أغلى من القناطير المقنطرة من الذهب والفضة، عليك بالدعاء والإلحاح، للتخلص من الذنوب واسأل اللّه ألا يجعل مصيبتك في دينك.

 

ردت نور

رابط دائم : https://nhar.tv/VJZ4K
إعــــلانات
إعــــلانات