أصبحت مدمنة على الهاتف حتى أنسى ما أشعر به

تحية طيبة للجميع، أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة، منذ ثلاث سنوات تقريبا تعرضت لمشكل بسيط عقد حياتي كلها، أجبرني والدي إثره على ترك الدراسة، فوجدت نفسي أدفن أحلامي بين جدران منزلي، أعاني دوما من الاكتئاب، والحزن لازمني، دموعي لا تكاد تتوقف، وكلما بكيت يُغمى عليّ في أي مكان أكون فيه،

أصبحت مدمنة على الهاتف حتى أنسى ما أشعر به

لم يعد لي رغبة في الحياة، وأقرأ في عيون من حولي أنهم ينعتونني بالجنون، أحاول دوما السيطرة على دموعي، وأبدوا فرحة لكن لا أستطيع، ما جعلني أدمن الهاتف لأهرب من نظراتهم، فلم يعد بمقدوري مواجه المجتمع، فكرت في دورات تربصية، لكن لا أستطيع، فانا مجرد الخروج لشراء أشيائي الخاصة أحسب له ألف حساب، لأنني لا أتواصل بطريقة جيدة مع الناس، ولا النظر في عيونهم، وهكذا حزني يزيد يوما بعد يوم، فقد حب الحياة.. أريد حلا من فضلكم..

ياسمين من الوسط

الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد:

تحية أجمل حبيبتي ياسمين، على ما يبدوا أنت بحاجة لأن تصارحي أهلك بما تشعرين، فمن المؤكد ستجدين الاحتواء عن قريب، فأنت في مرحلة تعرفين فيها اضطراب نفسي، ومن الجيد أنك منتبهة لها، لذا وبدل الاستمرار في إيذاء نفسك بالعزلة وإدمان الهاتف، حاولي أن تجدي حلول للخروج من هذه الأزمة، والتي أرى أن أول خطواتها مفاتحة شخص قريب منك في الموضوع، لأنه واضح جدا أنك فتاة ذكية، وتحتاجي فقط إلى تقويم بسيط،،

أصبحت مدمنة على الهاتف

أحبي نفسك واحترميها بأي شكل وارفضي البقاء تحت رداء الخوف، حتى استعمال للهاتف فليكن إيجابيا، استعمليه فيها يفيدك ويزيد من معارفك في الحياة، تعلمي منه حرفة أن شيء تثبتين به لنفسك أنك تستطيعين تحقيق الكثير والكثير، وتثبتين لغيرك أنك قادرة على المستحيل وكل هذا طبعا فغي الحدود التي ترضي الله، والتي تتناسب مع عادات أهلك، لهذا طلبت منك مصارحة فردا من العائلة.

عزيزتي ياسمين، أنت لم تفصلي في السبب الذي جعل والدك يطلب منك ترك المدرسة، لكن أيا كان فلا أعتقد أن هناك أب أو أم لا يحبون مصلحة أولادهم، وأيا كان هذا الخطأ تجاوزيه، وتوقفي عن اجترار الماضي لأنه لا فائدة من ذلك، فالحزن أبدا لن يصلح الأمور، بل سوف يستنزف وقتك ويرهق نفسيتك، ولن يفسح لك المجال للإطلاع على الجانب القوي في شخصيتك، تمسكي بالله، وتوكلي عليه، وتأكدي أنك ستنجحين، وتتخلصين من كل هذا.

موفقة عزيزتي، وأتمنى أن تراسليني مرة أخرى وتزفين لنا أخبار سارة.