إعــــلانات

أصبحت مهووس بالعثور على الزئبق الأحمر.. لأغنم مالا وفيرا

بقلم النهار
أصبحت مهووس بالعثور على الزئبق الأحمر.. لأغنم مالا وفيرا

أنا شاب من مدينة

الجلفة في الثلاثين من العمر، نشأت وسط عائلة محافظة على تعاليم الدين، أغلب شيوخها من أهل الزوايا والحكمة، والكل يشهد لهم بالتاريخ العريق في مجال الحكمة والكرامات، فجدي -رحمه الله- كان مضيافا محسنا للغير، وما زال ضريحه حتى الآن حجة للتبرك، لأنه من أولياء الله الصالحين.

العيش وسط هذه الأجواء، جعلني أسمع كثيرا عن حكايات العالم الآخر، أقصد عالم الجن، وعن طرق العيش فيه، وأن هؤلاء المعشر قد تفوقوا على بني الإنسان في العلم والتكنولوجيا، ذلك ما جعل البعض من الآدميين يستغلونهم لقضاء بعض الحوائج، فلم يعد الجن كما السابق يخدم الإنسان في التوكيل عن السحر وحراسته وكفى، بل أصبح يشاركه في بعض المشاريع، ومنها البحث عن الكنوز الموجودة باطن الأرض، والحصول على المال عن طريق من يعرف “فتح الكنوز”.

هذا الكلام الغريب والعجيب، جعلني أبحث في الكتب الصفراء وأنقب إلى أن حصلت على كيفية تسخير الجن لكي يساعدك في الحصول على المال، ولو كان ذلك في قاع البحر. وحتى يتسنى ذلك لابد من توفير الزئبق الأحمر كطعام وغذاء للجن الذي يراد تسخيره، وهنا يمكنه أن يحضر المال من أي مكان.

هذه المعلومات وبعد من تأكدت من حقيقتها عن طريق بعض الشيوخ وأصحاب العلم والعارفين بهذا المجال، أصبح هاجسي الوحيد، البحث عن هذا الزئبق الأحمر الذي أجمع الكل أنه مادة نادرة، رغم ذلك مازلت مهووسا بالبحث والتنقيب، ولن أتوقف عن هذا الأمر حتى أعثر عليه، ليكون بحوزتي المال الوفير الذي يتسنى لي بواسطته، تحقيق أحلامي ومشاريعي، والتخلص من الفقر الذي أعيشه، اتصلت بك سيدتي، من أجل الإرشاد إذا كان هناك ما يمكنك تقديمه لمساعدتي.

الرد

عجبت عندما سمعت هذا الكلام، فهل يعقل لشاب في الثلاثين من العمر أن يفكر بهذه الطريقة؟ فما تطمح إليه يا صديقي شيء محظور من الناحية الشرعية، وكذلك القانونية، فالدين الحنيف حرم التعامل مع الجن، لأنه لن يلبّي طلبات الإنس حتى لو عقد معه عهود الكفر والشرك، مثلما يفعل السحرة والمشعوذين، والجن لن يخدم الانس، حتى يخرجه من ملته، أما الناحية القانونية فإنها أيضا تجرم مثل هذه الأفعال، لأنها سرقة مبتكرة، ثم أن الزئبق الأحمر مادة خطيرة الاستعمال وغير متوفرة.

لذلك أنصحك بالتخلي عن هذه الفكرة التي لن تجني منها سوى وجع الرأس، والشرك بالله، ثم أن الأرزاق يا صديقي والفقر والغنى من شأن الخالق، وليس من شأن الجن.

خلاصة القول؛ أنك تلهث وراء السراب، وقد تقضي سنوات طوال دون الوصول إلى المبتغى، مثلما فعل الكثيرون من الذين انتهى بهم إلى عالم الجنون، أو الوقوع في قبضة القانون، عليك بالتخلي عن هذه الفكرة نهائيا.

ردت نور

رابط دائم : https://nhar.tv/pPlqy
إعــــلانات
إعــــلانات