أطـراف خارجيـة تسعى إلى الإستثمـار في وفــاة «إيبوسي» لتلطيخ صورة الجزائر

مصـريــون ومغربيون يتطـــاولون على الجزائر ويصفون الجمهـــور الجـــزائــــري بـ“المجـــنــــون والغــــــدّار“
أسالت قضية مقتل المهاجم الكاميروني لشبيبة القبائل «ألبير إيبوسي» الكثير من الحبر عبر وسائل الإعلام العربية والعالمية المختلفة التي وجدت في «الحادثة الأليمة» مادة دسمة تناولتها بإسهاب وسعت إلى الإستثمار فيها بهدف تلطيخ صورة الجزائر والشعب الجزائري أمام العالم وإظهاره في صورة الجمهور الهمجي والعنيف وحتى المجنون، إذ لم تمر حادثة «إيبوسي» من دون أن تستغلها وسائل الإعلام العربية وخاصة المصرية منها والمغربية لغرز سهام نقدها في جسد الجزائر والجزائريين في صورة موقع «مصر العربية» المصري الذي لم يكتفِ بنقل الخبر، بل تجاوزه إلى شتم الجزائريين ووصفهم بالمجانين والعنيفين الذين دفع ثمن همجيتهم المهاجم الكاميروني وفقد حياته إثر اعتدائهم عليه، حين قال: «المهاجم الكاميروني دفع ثمن جنون وعنف الجماهير الجزائرية والتعصب الذي تتميز به»، مرجعا الحادث الأليم إلى همجية الأنصار في الجزائر، كما لم يحد «المصري اليوم» عن مسار سالفه، حين أظهر الجمهور الجزائري -أو حاول أن يظهره– في صورة الجمهور المجرم والقاتل، عندما ركز على أن جماهير شبيبة القبائل قامت بقتل مهاجم وهداف فريقها عن طريق رشقه بالحجارة على خلفية الهزيمة التي مني بها «الكناري» في عقر الديار أمام اتحاد العاصمة في الدوري المحلي، رغم أنه صاحب الهدف الوحيد في المباراة قائلا: «الجمهور الجزائري قتل مهاجم شبيبة القبائل الكاميروني ألبير إيبوسي إثر الإعتداء عليه ورشقه بحجارة أصابته على مستوى الرأس وأردته قتيلا، على خلفية مواجهة في كرة القدم بالدوري المحلي، ورغم أن اللاعب أحرز هدف فريقه الوحيد في المباراة من ضربة جزاء، إلا أن الجماهير المتعصبة كان لها رأي آخر»، ولم يختلف الأمر كثيرا في وسائل الإعلام المغربية التي لم تفوت الفرصة للاصطياد في المياه العكرة، فراحت جريدة «المنتخب» المحلية تلصق تهمة الغدر بالجماهير الجزائرية التي أودت بحياة مهاجم كان في مفكرة نادي الرجاء البيضاوي المغربي من أجل انتدابه خلال الميركاتو الصيفي الحالي –حسبها–، مشيرة أن إلى المهاجم الكاميروني لم يكن يعلم أن الهدف الذي سجله في مرمى الإتحاد سيكون الأخير له، بل سيكون السبت آخر يوم من حياته التي أنهاها غدر الجزائريين الذين ستتأثر الكرة في بلادهم بفعل الحادث المأساوي، شأنها في ذلك شأن «راديو مارس» الذي عنون بـ «حادث مأساوي يصدم الجزائريين». أما شبكة «بي بي سي» البريطانية في نسختها العربية، فسلطت الضوء على احتفال اللاعب المتوفى بعيد ميلاد ابنته صبيحة اللقاء قبل أن يسلب منه الجمهور الجزائري حياته مساء ذات اليوم وييّتم ابنته بتصرف طائش .
وسائل إعلام عالمية تصف الحادث بـ«الدراما الصادمة» و«جريمة القتل المؤلمة»
تطرقت مختلف وسائل الإعلام بدورها إلى وفاة «إيبوسي» معتبرة الحادث «دراما» مؤلمة تدور أحداثها في ملاعب كرة القدم الجزائرية، فصحيفة «ماركا» ذائعة الصيت في إسبانيا عنونت قائلة: «دراما في الملاعب الجزائرية…» في إشارة إلى خطورة الحادث والتأثر الكبير الذي خلّفه في نفسية الجماهير الجزائرية وحتى العالمية، في فاجعة لم يتوقعها أحد بمقتل اللاعب بحجارة من الجماهير الغاضبة –حسبها–، كما اختارت صحيفة «فرانس فوتبول» الفرنسية «الجزائر تحت الصدمة» عنوانا لتقريرها الذي أبرزت فيه أن الجزائريين يعيشون صدمة كبيرة بوفاة لاعب فوق أرضية الميدان نتيجة الإعتداء عليه من الجماهير في وضعية تستدعي دق ناقوس الخطر من المسؤولين عن الساحرة المستديرة الجزائرية، في حين، أكدت «لوفيڤارو» الفرنسية، أن «مناصرا يقتل مهاجم شبيبة القبائل» بعد رشقه بحجارة سببت له نزيفا حادا على مستوى الرأس، مما كان كفيلا بوضع حد لحياته.