إعــــلانات

أغـــاني ورايـات الكراهيـة تغذي العنـف في الملاعـب الجـزائـريـة

أغـــاني ورايـات الكراهيـة تغذي العنـف في الملاعـب الجـزائـريـة

الشهيدة «صليحة واتيكي» تُشتَم سنويــــــا في كل الملاعب دون رقيب أو حسيب

 أصبحت ظاهرة «التيفو» التي عرفت انتشارا واسعا في الملاعب الجزائرية في السنوات الأخيرة، بعد دخول حركة «الإلتراس» إلى المجتمع الكروي الجزائري، والأغاني الرياضية الممجدة للفرق وتاريخها، نقمة على كرة القدم الجزائرية، بعدما كانت مصدرا للاستمتاع والترفيه، حيث باتت هذه الرايات والأغاني تشجع على العنف وتخلق الحقد بين أنصار الفرق المتنافسة وتغذي الكراهية بين أبناء البلد الواحد، وحتى المدينة أو الحي الواحد، وأصبحت من أهم الأسباب التي تشعل نار الفتنة والشغب في المدرجات، بعدما أضحى القائمون عليها يتفنّون في إصدار «التيفو» والأغاني التي تشتم أنصار وتاريخ الأندية الأخرى بعبارات جارحة وخادشة للحياء، بعيدة كل البعد عن عادات وتقاليد المجتمع الجزائري، وتقضي على مبدأ الروح الرياضية الذي اشتهرت به اللعبة الأكثر شعبية في العالم، عوض مدح فريقهم أو تشجيعه بطريقة حضارية، فضلا عن بذل قصارى جهدهم في تصميم رايات عملاقة لسب وشتم أنصار الأندية المنافسة، بكل حقد وكراهية وحتى تاريخهم ونسبهم ومُدنهم، على غرار ما شهدته أغلب اللقاءات المحلية والداربيات العاصمة في السنوات الأخيرة، بدءا من أحد الداربيات العاصمية التي تحولت من عرس كروي إلى ساحة لتبادل الشتم بفضل «التيفو» الذي رفعه أنصار أحد الطرفين، والذي سخروا فيه من نظرائهم برسم حافلة كناية على أنهم دخلاء عن العاصمة، ليرد عليهم أنصار الفريق الآخر براية خادشة للحياء، تؤكد أنهم جاؤوا للعاصمة من أجل الذهاب إلى أحيائهم المعروفة بالدعارة -حسبهمونفس شيء حدث في داربي عاصمي آخر أين رفع بعض ممن يدّعون حب فريقهم رايات عملاقة عليها عبارات مهينة للفريق المنافس، كتب فيها «اغتسلوا»، فيما رد أنصار المنافس براية عملاقة أخرى فيها رسوم تظهر أنصار هذا الفريق في هيئة قردة، ونفس شيء مع الأغاني الرياضية التي أصبحت تغزو السوق الجزائرية بدون أي مراقبة أو شروط حقوق المؤلف، والتي تحتوي جلها على عبارات الشتم وكلام الشارع وحتى سب الشهداء الذين ماتوا في سبيل الوطن والحرية، على غرار الشهيدة «صليحة واتيكي» التي استشهدت في مظاهرات 11 ديسبمر 1960 ولم تتعد 12 ربيعا، وتحولت من بطلة يقتدى بها إلى مثال لشتم أنصار شباب بلوزداد في كل الملاعب الجزائرية، وأغاني الأنصار المؤلفة بدون حسيب ولا رقيب، وهو مثال حي لما يحدث في كل ملاعب الوطن بين كل الفرق، من شتائم وإهانات وعنف لفظي أو فعلي أمام أنظار مسؤولي الرابطة والرياضة والأمن الذين لم يحركوا ساكنا للقضاء على مثل هذه التصرفات التي تعمق الجراح وتزيد الحقد والكراهية بين أبناء الشعب الواحد.

رابط دائم : https://nhar.tv/eJd6F