أفشيتم الـرشوة في كرة القدم وأنتم السبب الأول في العـنف والشغب في ملاعبنـا

تصريحاتـكم وأفعـالـكم لا تشرف الجزائر واتهاماتـكم للحكام مجرد تغطية لفشلـكــم
أجمع حكام كرة القدم الجزائريون، الحاليون والسابقون، على أن رؤساء أندية هم السبب الأول في تنامي ظاهرة العنف في الملاعب الجزائرية في السنوات الأخيرة، نتيجة تصرفاتهم وتصريحاتهم الإستفزازية والخارجة عن النطاق الكروي، ولا تمت بأي صلة بأخلاق اللعبة الشعبية الأولى في العالم والروح الرياضية، على غرار كلام رئيس شبيبة القبائل مؤخرا، الذي اتهم فيه الحكم بنوزة في التسبب في أحداث العنف التي شهدها لقاء فريقه أمام اتحاد العاصمة، مما أدى إلى مقتل المهاجم الكاميروني «ألبير إيبوسي» بعد رشقه بحجارة من المدرجات، حيث رد الحكام بثقيل على رؤساء الأندية واعتبروهم السبب الأول والرئيسي في ظاهرة العنف وأعمال الشغب التي تشهدها مختلف الملاعب الجزائرية، بعدما تفننوا في تفشي الرشوة في السنوات الأخيرة والتسبب في تعفن المحيط الكروي، بعدما أقحموا فيها أشخاصا ليس لهم أي علاقة بكرة القدم خاصة والرياضية العامة، وأصبحوا يسيّرونها بأموال الغير الذين «يسيّرونهم» من بعيد، فضلا عن تصريحاتهم الإستفزازية كلما تعلق الأمر بمقابلات محلية أو هامة لفرض الضغط على الحكام وتوجيه أصابع الإتهام لهم في حالة خسارة فريقهم وحتى تهديدهم في بعض الأحيان لسبب وحيد، وهو «تغطية فشلهم وعدم فقههم لأبجديات الكرة»، وهو الأمر الذي اعتبره الحكام أنه لا يشرف الجزائر خارجيا ويعطي صورة جد سيئة عنها. هذا وأكد أحد الحكام في حديثه إلى «النهار» أمس، والذي تحفظ عن ذكر اسمه، أن بعض رؤساء الأندية دخلاء على كرة القدم، وهم سبب المشاكل التي تعرفها الساحة الكروية الجزائرية وتدني مستوى الكرة، وإشعالهم نار الفتنة بإطلاق تصريحات وهمية ومجنونة في حق الحكام، الذين يصبحون من أفضل الحكام حسب بعض الرؤساء بعد فوز فريقهم، ويلقون الشكر والثناء من جميع المسيرين ورئيس النادي، أما في حالة الخسارة، فيلصقون التهم بهم، ويوجهون أصابع الإتهام نحوهم ويتعرضون للإهانة أمام مرأى الجميع. وأضاف نفس المتحدث، أن حناشي أخطأ في اتهامه للحكم بنوزة بإفساد العرس الكروي بين شبيبة القبائل واتحاد العاصمة، وتسببه في حادثة مقتل «إيبوسي»، بحكم أن بنوزة أدار مباراة جيدة والكل شاهد عبر التلفزيون ولا حجة له لانتقاده، خصوصا وأن كلامه ليس في محله، بعد الحادثة المأساوية التي أدت إلى وفاة لاعب أجنبي على أراضي الملاعب الجزائرية، مما جعلنا عرضة للسخرية من طرف البلدان الأخرى. هذا واتصلت «النهار» ببعض الحكام الحاليين للإدلاء بتصريحاتهم والدفاع عن أنفسهم، بعدما طالتهم التهم من رؤساء الأندية مؤخرا، إلا أنهم رفضوا التصريح أو الإدلاء بشهاداتهم في حق بعض رؤساء الأندية «الفاسدين»، لأن قوانين الإتحادية الجزائرية لكرة القدم تحرمهم من الحديث إلى الصحافة وتعاقب المخالفين للتعليمات بالإقصاء من سلك التحكيم، إلا أنهم أعربوا عن تذمرهم من تصريحات بعض الرؤساء الذين رسّخوا في ذهن الجماهير أن الحكام هم السبب الأول والرئيسي في فساد كرة القدم وتنامي ظاهرة العنف في الملاعب .
أوساسي (حكم دولي ســابق) لـ“النهار”: هناك بعض الرؤساء الفاشلين أفشوا الرشوة في الكرة الجزائريـة وأفسدوها بشراء المباريات
فتح سليم أوساسي، الحكم الدولي السابق، النار على بعض رؤساء الأندية الجزائرية، الذين أفشوا الرشوة في محيط كرة القدم وأفسدوها بشراء المقابلات في وقت سابق، ويملكون نية خبيثة لا تمت بأي صلة لأخلاق الرياضة، والآن أصبحوا يتهمون التحكيم بالتسبب في فساد الكرة الجزائرية وأحداث العنف بين الجماهير في الملاعب الوطنية، حيث صرح أمس لـ«النهار» قائلا: «هناك بعض الرؤساء أفشوا الرشوة داخل محيط كرة القدم الجزائرية، وأفسدوها بشراء المقابلات في وقت سابق، لأنهم يملكون نية خبيثة لا تمت بأي صلة لأخلاق الرياضة، والآن عندما علموا أن نبرة التحكيم تغيرت ولم تعد كالسابق، لأن هناك حكاما شبابا يعملون بجد لمحاربة الفساد، أصبحوا يتهمونهم بالتسبب في العنف»، وأضاف: «هؤلاء لا يملكون أي علاقة بكرة القدم وهم فاشلون ويغالطون الرأي العام بخصوص الحكام لتعويض فشلهم، كيف يخصصون أموالا خيالية للاعبين من أجل الفوز في مباراة خلال بداية الموسم «لي حب يربح العام طويل»، اندهشت لحديث حناشي مؤخرا أين اتهم الحكم بنوزة الذي أدار مبارة فريقه أمام اتحاد العاصمة بطريقة جيدة، الناس تحت الصدمة وهو يتهم الحكم، هذا أمر غير معقول».
حيمودي (حكم دولي سابــــق) لـ“النهار”: التحكيم ليس سبب العنف في ملاعبنـــا وحناشي حرّ فيما يقول
أكد جمال حيمودي، الحكم الدولي السابق، أن التحكيم الجزائري ليس سببا مباشرا للعنف في الملاعب الجزائرية، لأنه يوجد مشكل أعمق من ذلك، مستدلا في ذلك باللقاء الأخير بين شببية القبائل واتحاد العاصمة الذي عرفت نهايته مقتل المهاجم الكاميروني ألبير إيبوسي، حيث صرح حيمودي أمس لـ«النهار» قائلا: «التحكيم ليس السبب الرئيسي والمباشر للعنف، لأن المشكل أعمق من ذلك ووصلنا لخط أحمر، ففي لقاء شبيبة القبائل واتحاد العاصمة لم نشاهد أي أمور خطيرة طيلة أطواره كانت تستلزم توقيفه، هناك اللجنة الفيدرالية للتحكيم وأخاصائيون هم من سيقررون إن أخطأ حقا الحكم وكان سببا في مقتل إيبوسي، كما أن حناشي حر في الكلام الذي يقوله لأنه يمثل بكلامه نفسه فقط»، وأضاف: «نحن في بداية الموسم فقط، كيف يعقل أن يؤثر التحكيم في المباريات ويكون سببا في المأساة التي أودت بحياة إيبوسي، لا يجب أن نقحم التحكيم كسبب مباشر في الحادثة لأن الأمور لم تكن توحي بنهاية مأساوية».
زكرينـي (حكم دولي ســـابق) لـ“النهار”: العنــــف في الملاعب الجزائرية سببه بعض رؤساء الأندية
أقر الحكم الدولي السابق زكريني، أن الشغب الذي تشهده الملاعب الجزائرية يرجع سببه الرئيسي لبعض رؤساء الأندية وليس الكل، وحمّلهم المسؤولية فيما يحدث بعد التصريحات الخطيرة التي يدلون بها قبل وبعد المباريات، مما يتسبب في إشعال نار الفتنة بين الجماهير، فضلا عن تقديمهم إغراءات مالية للاعبين للفوز بمباريات عادية ونحن في بداية الموسم، ليس بغرض التحفيز وإنما من أجل إحداث البلبلة والفوضى، حيث صرح لـ«النهار» أمس قائلا: «العنف الذي يحدث في الملاعب الجزائرية سببه بعض رؤساء الأندية الذين يتفنون في خلق الفوضى بفضل تصيرحاتهم التي تسبق المباريات وتعقبها، والتي تشعل فتيل غضب الأنصار»، وأضاف: «الحكام لا دخل لهم فيما يحدث، ورغم أن كل بني آدم خطاء، إلا أن التحكيم الجزائري يقوم بعمله على أحسن وجه وهو مشكور، الخلل يكمن في بعض رؤساء الأندية الذين يخصصون منحا خيالية للاعبين، ليس كتحفيز للفوز بل من أجل تغطية فشلهم في حالة الخسارة».
مجيبة (رئيس لجنة التحكيم أسبق) لـ“النهار”: ليس من حق رؤساء الأندية اتهام الحكام بالتسبب في العنف
أكد رشيد مجيبة، رئيس لجنة التحكيم والحكم الدولي السابق، أن رؤساء الأندية الجزائرية ليس من حقهم اتهام الحكام بالتسبب في العنف داخل الملاعب الجزائرية، لأنهم بعيدون كل البعد عن هذه الصفات وعملهم يقتصر على أرضية الميدان بتطبيق قوانين كرة القدم فقط، وضمان السير الحسن للمباريات، حسبما صرح به أمس لـ«النهار» قائلا: «ليس من حق رؤساء الأندية اتهام الحكام بالتسبب في العنف الذي لا يشرفنا كجزائريين، مهمة الحكام تطبيق قوانين الكرة وما على الرؤساء والمسيرين إلا تقبل القرارات، لأن الحكم يسير الأوضاع حسب تقديره، كرة القدم رياضية قبل كل شيء، اليوم تفوز وغدا تخسر، إن أخطأ الحكم فهناك مسؤول عنه يقوم بمعاقبته لعدم تكرار الخطأ»، وأضاف: «الكل يتساءل لماذا يشكر الحكم من طرف بعض الرؤساء عندم تفوز فرقهم، ويتهمون عندما ينهزمون؟ من المفروض أن رئيس النادي تكون له كرامة ويكون بعيدا كل بعد عن هذه الأمور التي ليس لا علاقة لها بكرة القدم».