إعــــلانات

أمسكني بالجرم المشهود.. فخيّرني بين الشنق والرجم حتى الموت

أمسكني بالجرم المشهود.. فخيّرني بين الشنق والرجم حتى الموت

أعترف من خلال هذا المنبر أنني امرأة دنيئة اتّبعت أهواء نفسي وانبهرت بمتاع الدنيا، لم أقتنع بأن الأرزاق بيد الله، فدخلت معركة التحدي لأفتك لنفسي ما حرمني منه القدر، معركة أشهرت فيها كل الأسلحة وكانت أنوثتي أشدها فتكا، فأسقطت عشرات الضحايا وشعرت بنشوى الانتصار وشربت من كأس السعادة حتى الثمالة، ولأن ما بُني على باطل فهو باطل، أجد عنقي اليوم تحت المقصلة أنتظر الموعد لتنفيذ حكم الإعدام.. وهذه قصتي  .تحطمت أحلامي وتلاشت يوم تزوجت من رجل بسيط، يشقى من أجل توفير لقمة العيش، كان يحبني ويسعى بكل ما لديه من إمكانات ليحصل رضاي، بالرغم من ذلك لم أدرك أن هذه الخصال، وحب الرجل لزوجته وإخلاصه نعمة لا تضاهيها نعم الدنيا، هذا ما جعلني أبحث في الضفة الأخرى، لأرفع عن نفسي غبنا لم يكن أحد يشعر به سواي، لأنه في الواقع غير موجود، بل الأوهام من صورت لي هذه المأساة وتحالفت مع نفسي الأمّارة بالسور وكانت النتيجة أنني اتّبعت طريق الفاحشة والفساد، فأنشأت علاقة مشبوهة مع صاحب محل لبيع أدوات التجميل، حدث الأمر دون سابق إنذار لأنه انبهر بجمالي فتبادلت معه المصلحة، نال مني مقابل الحصول على أدوات تجميل وقارورة عطر، تعذر عليّ من قبل الحصول عليها، لأنها غالية الثمن وزوجي كما أسلفت الذكر بالكاد يحصل على الضروريات فما بالكم بالكماليات.أعجبتني هذه اللعبة، فأدمنتها بكل سهولة ممتنعة، فلم يعد يواجهني العجز المادي، فكلما راودتني نفسي على اقتناء أمر ما مهما كان نوعه أو ثمنه، اعتمدت الطريقة نفسها، مع الحرص الشديد على الابتعاد من مقر سكناي والأحياء المجاورة له. أمضيت على هذا النحو أكثر من سنتين، أقايض جسدي بل رخيص حتى ملابس وأغراض خاصة بأبنائي، كنت أفعل الشيء نفسه لأحصل عليها، وقد أوهمت زوجي بأنني عزمت على مساعدته من خلال تحضير الحلويات لبعض النساء مقابل المال، علما أنني متحصلة على شهادة في هذا المجال الذي لم أمارسه في حياتي أبدا، فلم يمانع بل استحسن الفكرة لأنه في غفلة من أمره. تمنيت الحصول على هاتف نقال من نوع معين، لكي أقدمه هدية لزوجي، ليس حبا بل لأجعله يطمئن أكثر، فدخلت أكثر من محل وهذه المرة لم يسعفن الحظ في نيل المبتغى، وبينما عزمت على تأجيل الفكرة إلى وقت لاحق، لمحت محلا يقف عند بوابته شاب، يبدو أنه قليل الخبرة، فقلت في نفسي لم لا أجرب حظي، ولم أتراجع لحظة واحدة في التنفيذ. اتجهت إليه لكن فراستي هذه المرة خيبت ظني، فالشاب كان يقظا أكثر مما تصورت، وبعد أخذ ورد اتفقنا أن يمنحني الهاتف على أن يكون تسديده بالتقسيط، ولن أحصل عليه قبل أن أدفع ما عليّ، ليس بالمال طبعا بل بطريقتي المعهودة، فاتقنا وأخذ القسط الأول على أمل العودة بعد يومين، وعندما رجعت إليه أخبرني بأنه سيكون كريما معي، إذ سيمنحني الهاتف في نفس اليوم، لأنه قرر أن أسدد ما تبقى دفعة واحدة، له ولصديقيه بعدما اتفقا معهما على المجيء لاحقا، رضيت بالأمر وما أن قضى وطره، حتى ترك المجال لصديقه الذي دخل مبتسما، وكنت لحظتها قد اشحت بوجهي إلى الناحية الأخرى وعندما التفت كاد يغمى علي، أتعلمون لماذا، لأن صديق صاحب المحل أخي ابن أمي وأبي.لم يتوان لحظة واحدة فتوجه نحوي، وشرع يوجه اللكمات والركلات إلى أماكن مختلفة من جسدي، صرخت فهرول صاحب المحل مسرعا فاندهش، حاول أن يمنعه عني، فتركني ليواصل الشجار معه، فاغتنمت الفرصة وهممت بالفرار، فلحق بي ولولا تجمع الناس لكان آخر يوم في حياتي، سرت كمن فقد عقله لا أدرك الطريق إلى بيتي، وقفت أفكر فإذا به يهاتفني ليخيّرني بين أمرين، أشنق نفسي وإلا يشيع الخبر عند جميع الناس وإقامة الحد برجمي حتى الموت، لقد أمهلني مدة أسبوع، وأقسم ألا ينتظر لحظة بعد ذلك، أخبركم أنه مضى على هذه الحادثة أربعة أيام وأنا في حيرة من أمري لا أعرف ماذا أفعل، علما أني شقيقي رفض أي أسلوب للتفاهم.

 

ز/ الغرب

رابط دائم : https://nhar.tv/0iHC1