أمطار الخريف تغرق شوارع العاصمة وتجرف رفاة الموتى!

انجراف للتربة.. انهيار مبانٍ وسيول تغمر المنازل والمحلات في كل مكان

وادي “واريزان” يحوّل مدينة مازونة في غليزان إلى بحيرة عائمة

شهدت مناطق واسعة وسط وغرب البلاد، مساء أمس، أمطارا طوفانية، تساقطت بكثافة خلال ظرف وجيز، حيث حوّلت مياه السيول، الطرقات والشوارع، إلى برك وبحيرات، وتحوّلت معها السيارات والمركبات إلى مراكب عائمة.

الضاحية الغربية للعاصمة منكوبة..

وكانت أثقل حصيلة قد سُجلت، أمس، في مختلف مناطق العاصمة، حيث غمرت مياه السيول الطرقات وحتى بعض المنازل والمحلات، على غرار ما حدث في اسطاولي بالضاحية الغربية للعاصمة، أين تسببت الكميات الكبيرة من الأمطار المتهاطلة في ظرف قصير، في انسداد المجاري والبالوعات ودخول مياه الأمطار إلى المنازل والمحلات التجارية.

وفي الضاحية الغربية للعاصمة دائما، وتحديدا في عين البنيان، جرفت مياه الأمطار، ليلة أمس، التربة على مستوى المقبرة، مما تسبب في تعرية الكثير من القبور وتناثر رفاة بعض الموتى المدفونين حديثا.

وعلى مستوى الطريق في منعرجات بوشاوي، شهدت حركة المرور، طيلة مساء أمس، شللا تاما، انجر عنه توقف حركة المركبات لعدة ساعات، لم تثمر معه تدخلات مصالح الدرك الوطني، حيث عاد الكثير من راكبي السيارات أدراجهم، أو لجأوا إلى سلك طرقات أخرى.

وعلى مستوى منطقة “شوفالي”، أغلقت الطريق الرابطة بين وسط العاصمة والشراڤة بسبب السيول، فيما سجل في إقليم بلدية أولاد فايت غلق للطريق المؤدي إلى خرايسية إثر تجمع مياه الأمطار.

وفي أولاد فايت دائما، تم إغلاق الطريق المؤدي تحت النفق الواقع قرب “دار الأوبرا”، بسبب تجمع مياه الأمطار، الأمر الذي تسبب في شلّ حركة المرور وتدخل فرق الدرك الوطني.

انهيار 4 منازل فوضوية في بابا احسن

وفي بابا احسن، انهارت 4 منازل فوضوية بمنطقة “الجسر الأمريكي”، فيما نجت العائلات التي كانت تقطنها بأعجوبة، ليتم إجلاؤها نحو منطقة آمنة، أما على مستوى الدرارية، فقد غمرت مياه السيول سيارتين قرب وادي “بوجمعة”، قبل أن تتدخل مصالح الحماية المدنية ومواطنين لإجلاء وإنقاذ العالقين وسياراتهم.

وعلى الطريق بين السحاولة و”مزوار” غربي العاصمة، تم تسجيل انزلاق للتربة، فيما تدخلت وحدات الحماية المدنية بإقليم بلدية بئر خادم لامتصاص مياه الأمطار التي غمرت منطقة “بيتافي”.

وفي حي “الآفاق”، تم إنقاذ شخصين من موت وشيك بعدما حاصرتهما السيول، فيما تدخلت مصالح الحماية المدنية على مستوى إقليم بلدية باش جراح لامتصاص مياه غمرت منازل وممتلكات، وهو نفس الأمر الذي تكرر في “عين النعجة” على مستوى الطريق السريع أمام محطة الوقود.

السيول تحوّل القبة إلى مدينة “البندقية” الإيطالية!

وفي إقليم بلدية بئر مراد رايس، قامت أفراد الحماية المدنية بالتدخل بالعدّة والعتاد لامتصاص مياه الأمطار في شارع “محمد الينابي”، وهو نفس المشهد الذي سُجل على مستوى منطقة الملعب البلدي بإقليم بلدية المرادية، وبوسط مدينة الكاليتوس.

وتحوّلت شوارع القبة، وتحديدا بحي “البدر” و”قاريدي” و”لابروفال”، بعد تسربات لمياه الأمطار التي غمرت الشوارع والطرقات وجرفت معها السيارات وممتلكات المواطنين، إلى أماكن عائمة.

وفي ولاية عين الدفلى، أصدرت مصالح الدرك والحماية المدنية، تنبيها باليقظة بعد غلق جزئي للطريق السيّار على مستوى منحدر “أولاد مهدي” على الطريق المؤدي من “بومدفع” نحو البليدة، بعد حادث مرور.

الأمطار توقظ الوديان النائمة وتغمر مدينة مازونة في غليزان

وفي غليزان، تسبب الأمطار الغزيرة التي تساقطت، ظهيرة أمس، على منطقة “الظهرة” في عزل سكان الجهة عن العالم الخارجي، بعدما ارتفع منسوب الأودية.

وغمرت السيول عديد المحلات والبيوت في الشارع الرئيسي وسط بلدية مازونة، وحسب المعلومات التي بحوزة “النهار”، فإن بعض الدقائق من التساقطات كانت كافية لإغراق السكان في جهة “الظهرة”، فقد تحوّل الشارع الرئيسي الذي يقطع مدينة مازونة من أعلاها لأسفلها إلى نهر كبير غمر عديد المحلات التجارية والبيوت المحاذية لهذا الطريق.

وعاش سكان مازونة لحظات رعب بسبب السيول الجارفة، التي رفعت منسوب وادي “واريزان”، فعزل سكان دوار “القطايطية” عن العالم الخارجي، ولم يتمكن السكان من الخروج أو الدخول لهذا المجمع السكني، بعدما ارتفع منسوب الوادي على مستوى الجسر الذي يربط دوار “القطايطية” ببلديتهم “واريزان”.

وتدخل أعوان الحماية المدنية للجهة لمساعدة المواطنين العالقين بين ضفتي الوادي، وانتظر الجميع تراجع منسوب الوادي للتنقل باستخدام الجرارات الفلاحية.