“أنا من قرر مواصلة العمل إلى نهاية الموسم لأنني أرفض الهروب مثلما فعل الكثيرون من قبل”

أعرب المسؤول الأول عن العارضة الفنية لفريق وداد تلمسان، عبد الكريم بن يلس، في حديث إلى “النهار“، عن استيائه الكبير من الحملة الشرسة التي تشنها ضده بعض الأطراف المعروفة في تلمسان بعد التعثر الأخير المسجل أمام شباب قسنطينة بملعب بيروانة، وتحميله كامل المسؤولية فيما وصل إليه الفريق، وهذا بقوله: “أنا مستاء مما أسمعه وأقرأه في الصحف الوطنية حول تحميلي مسؤولية ما وصل إليه الوداد، من يقول هذا الكلام لا يفقه شيئا في كرة القدم والجميع شاهد عن أنني لبيت نداء الواجب فقط احتراما لبعض الناس في تلمسان وأنصار النادي، حيث حاولت قدر المستطاع قيادة الفريق إلى بر الأمان لكن هناك عدة عوامل خارج الإطار الفني عرقلت عملي وجعلت مأموريتي صعبة للغاية، وأقول لهؤلاء إن الجميع يعرف سبب تقهقر الوداد هذا الموسم، والذي يتحمله بدرجة كبيرة المسؤولون الذين أشرفوا على انتدابات بداية الموسم، لأنها كانت كارثة حقيقية وهي التي أوصلت الفريق إلى ما هو عليه الآن، لو أشرفت على تحضيرات بداية الموسم لكان الفريق اليوم في أحسن أحواله“.
“ماذا تنتظر من لاعب لا يملك حتى مصروف الجيب؟“
وعن الوجه الشاحب الذي ظهر به الفريق في المباريات الأخيرة وخاصة غياب الحرارة والرغبة لدى اللاعبين في تحقيق الفوز، فقال الشيخ بن يلس: “الأمر واضح وضوح الشمش، والجميع تأكد أن عقول اللاعبين لم تكن أبدا فوق أرضية الميدان، وإنما في مستحقاتهم المالية، كنت قد نبهت المسيرين إلى هذه النقطة وطلبت منهم تسوية مستحقاتهم المالية قبل فوات الأوان، ولكن ذلك لم يحدث للأسف والنتيجة تواصل مسلسل النتائج السلبية، لأن أي مدرب في العالم لا يمكنه تحقيق أي شيء في مثل الظروف التي أعمل فيها، وأقول لمن يحمّل بن يلس مسؤولية ما يحدث في الوداد، ماذا تنتظر من لاعب فوق أرضية الميدان لا يملك حتى مصروف الجيب وظروفه الإجتماعية صعبة للغاية؟ الإجابة واضحة ومن يعرف كرة القدم يعرف ما معنى ذلك بالنسبة للمدرب والفريق ككل“
“أنا من قرر البقاء إلى نهاية الموسم“
وعن قرار الإدارة بتجديد الثقة فيه من أجل مواصلة عمله على رأس العارضة الفنية للفريق إلى غاية نهاية الموسم، قال محدّثنا: “أعيدها وأكررها، أنا من قبل مهمة الإشراف على العارضة الفنية للفريق احتراما للفريق الذي لن أنسى فضله عليّ، سواء كلاعب أو مدرب، وكذلك احتراما لأنصاره الأوفياء الذين طالبوني بمساعدة الفريق لكن ومثلما قلت لك سابقا لم أجد في طريقي سوى الشوك في غياب مسيرين صارمين وفي المستوى، حيث وجدت نفسي في مواجهة مشاكل كثيرة مع اللاعبين والأمور المالية للفريق، وهنا أقول إن الوضعية الحالية التي يعيشها الفريق هي ناتجة عن سياسة الترقيع المنتهجة من قبل المسيرين في بداية الموسم حتى الفئات الشبانية التي لم تعد قادرة على إنجاب لاعبين في المستوى، مثلما كانت عليه في وقت سابق، أما فيما يخصّ تجديد الثقة فيّ فأقول أنا من قرر البقاء إلى غاية نهاية الموسم لأنني أرفض أن أتخلى عن واجبي اتجاه فريقي ولن أتركه في هذه الوضعية مثلما هرب البعض في وقت ما، وبعد نهاية الموسم سيكون لي كلام آخر“.
“حظوظنا في البقاء تضاءلت لكنها لاتزال قائمة“
وبخصوص مستقبل الوداد وحظوظه في تحقيق البقاء، قال بن يلس: “التعادل أمام شباب قسنطينة رهن حظوظنا بنسبة كبيرة في تحقيق البقاء، والمهمة أصبحت صعبة للغاية كون مصيرنا لم يعد بأيدينا، لكن ذلك لا يمنعنا من الإيمان بقدرتنا على ذلك لأن كرة القدم ليست علوما دقيقة ومادام البقاء حسابيا لايزال ممكنا فسندافع عنه حتى آخر ثانية من عمر البطولة ولن ندخر أي جهد في سبيل تحقيقه إن شاء الله، ولكن بوقوف ومساندة المسيرين الذين يجيد معظمهم الكلام والإنتقاد في وقت عجزوا عن أداء واجبهم إتجاه الفريق أولا وقبل كل شيء دون الحديث عن أمور أخرى“.