إعــــلانات

إبادة عائلة بأكملها بواسطة شاقور في مروانة بباتنة

إبادة عائلة بأكملها بواسطة شاقور في مروانة بباتنة

اهتز ليلة

أمس الأول سكان ولاية باتنة، على وقع جريمة قتل جماعية شنعاء راحت ضحيتها عائلة بأكملها، متكونة من أربعة أفراد ببلدية مروانة، على يد مجموعة مجهولة العدد من الوحوش الآدمية، أحدهم ألقي عليه القبض أمام مسرح الجريمة، وهو ابن أخت المرأة المغتالة.

كانت هذه المجزرة قد انتشر خبرها بسرعة بين كامل سكان ولاية باتنة والولايات المجاورة كالنار في الهشيم، بالنظر إلى العدد الكبير لضحايا المجزرة، وكذلك للطريقة البشعة التي نفذت بها، حيث استعمل المجرمون الذين يتراوح عددهم بين 3 و 5 أشخاص، شاقورا وأخذوا ينهالون به على رؤوس الضحايا العزل الواحد تلوى الآخر، فوجدت الزوجة ”نضيرة.ب” في الثلاثينيات من العمر داخل حمام المنزل الواقع على طريق بلدية قصر بلزمة ببلدية مروانة ملفوفة داخل بطانية مليئة بالدماء، نتيجة ضربات الشاقور التي أصيبت بها على مستوى الرقبة والوجه والجبهة والخد، في منظر لا يتحمله أصحاب القلوب الرهيفة، فيما تم العثور على جثة رجل الأعمال الزوج المدعو”عبد الكريم.خ” البالغ من العمر حوالي 44 سنة ملقى على وجهه وضربات بالشاقور لا يمكن إحصاؤها على مستوى البصلة السيسائية والفم، لدرجة تحول الجهة الخلفية للرأس إلى قطع متناثرة، أما الابن ”هيثم.خ” البالغ من العمر 12 سنة فقد عثر عليه خلف الثلاجة وآثار الضرب بالشاقور بادية على الجهة الخلفية للرأس، بصورة توحي وأنه حاول الركض إلى الأمام والفرار من بين مخالب وحوش آدمية، إلا أن آلة الموت تبعته وأسقطته أرضا وانهال عليه المجرمون بطعنات أخرى على مستوى الظهر، أما الضحية الرابعة، فيتعلق الأمر بالابن الثاني المدعو”عمار”، البالغ من العمر 19 سنة، والذي دخل متأخرا إلى بيته في حدود الساعة التاسعة والنصف ليلا، تاركا في الخارج صديقه، ومباشرة بعد دخوله لقي نفس مصير والده وأمه وشقيقه على يد ابن خالته ومن كان مع هذا الأخير، ليعثر على ”عمار” وكأنه ذبح من الوريد إلى الوريد إلى جانب مجموعة من طعنات شاقور أتت على أفراد عائلة لم تنجو منها إلا طفلة واحدة تبلغ من العمر 16 سنة، كانت عند أحد أقربائها في حفل زفاف.

المتهم ابن أخت المغتالة

وفور تنفيذ الجريمة النكراء والسطو على مبالغ مالية معتبرة، لم يتم تحديد قيمتها، فر المجرمون إلى الخارج، عدا أحدهم الذي حاول القفز من شرفة المنزل الذي شهد مسرح الجريمة إلى فوق سطح المنزل المجاور لهذا الأخير، ما أدّى إلى إصابته بكسور على مستوى القدمين، بقي على إثر ذلك فوق السطح عاجزا عن الحركة إلى غاية حوالي الرابعة من صباح أمس، حينما اكتشف أمره قبل أن يتم القبض عليه من طرف مصالح الشرطة، ومن ثمة تم نقله إلى مستشفى مروانة، وبعدها حوّل إلى مستشفى باتنة الجامعي لتلقي العلاج اللازم تحت حراسة أمنية مشددة، ليتبين بعد التحقيقات الأولية المباشرة مع المتهم المدعو”مراد.ب”في العشرينيات من العمر، أنه قريب العائلة المبادة، فالزوجة المغتالة هي خالته والأبناء هم أبناء خالته والزوج هو زوج خالته، ولم تتسرب معلومات أخرى عن بقية عناصر المجموعة التي نفذت أبشع جريمة بولاية باتنة منذ عقود من الزمن، عدا حديث الشارع الذي أشارت أطراف منه، أن من بين المتهمين، أقرباء الضحايا دون تفاصيل أكثر عن الموضوع.

صديق الضحية ”عمار”: ”سمعت صراخ صديقي وأحد المجرمين تحدّث إلي قائلا..”أنا باباه ما يخرجش ضرك ”

ويبدو من خلال أطوار الجريمة، أنّ الضحية عمار هو آخر ضحايا آلة الموت هذه، بالنظر إلى أنه عاد إلى بيته حوالي التاسعة نصف ليلا بالتقريب، على متن دراجته رفقة صديق له، حيث طلب من هذا الأخير انتظاره أمام المنزل لقضاء حاجة له في الداخل ثم يعود، لكن وبمجرد دخوله حسب صديقه، سمع هذا الأخير صراخا شديدا لم يتضح له مصدره جيدا، وقصد التفصيل والتدقيق فيه وفي حيثياته، قام بالضغط على زر الجرس الهاتفي للمنزل، مرّة أولى تم ثانية، ليرد عليه أحد المجرمين من الداخل عبر الجرس الهاتفي قائلا له”أنا باباه عمار ما يخرجش ضرك”، وهو ما أثار شكوك واستفهامات صديق ”عمار”، فابتعد قليلا عن المنزل، وبقي يراقب ما يحدث من بعيد، وكان ذلك قبل إخطار الجيران ومصالح الأمن، ليتدخل الجميع فيما بعد.

السكان يطالبون بتنفيذ حكم الإعدام

اجتمع كل الذين وجدناهم أمام المنزل العائلي للضحايا الأربعة من أصدقاء وأهل وجيران على طلب واحد من السلطات المعنية، وهو تنفيذ حكم الإعدام في حق هؤلاء المجرمين، بعد القبض عليهم جميعا، وهذا حتى يكونوا عبرة لغيرهم، متسائلين عن أي عقوبة أصلح لهؤلاء عدا عقوبة الإعدام المنفذ، كما طالبوا أن يكون التنفيذ أمام الملأ، إلى جانب طرح العديد من الذين التقت بهم ”النهار”صباح أمس عدّة تساؤلات عن سر التدهور الأمني الكبير الذي عرفته دائرة مروانة عموما خلال الأشهر القليلة الأخيرة، وعن سر الإنتشار الرهيب لظاهرة الجريمة المنظمة بدائرتهم، مستذكرين في نفس الوقت حادثة مقتل بائع الأورو المشهور”س.ح” قبل حوالي ثلاثة أشهر من الآن، داخل مكتبه بواسطة سلاح ناري كاتم للصوت، وهي الجريمة التي لم يتم القبض بعد عن فاعليها لحد الآن.

رعب وسط رجال المال والأعمال بمروانة

ولأن الضحية ” عبد الكريم.خ” معروف ومشهور بدائرة مروانة بأنه رجل أعمال كبير ومختص في بيع العملة الصعبة”الأورو”، وأنّ زبائنه بالمئات خاصة من الشيوخ المستفيدين من منح صندوق المعاشات الفرنسي، ولأنّ الضحية”س.ح” المغتال داخل مكتبه قبل حوالي ثلاثة أشهر من الآن بسلاح كاتم للصوت بمروانة، قبل الاستيلاء على مبلغ مالي غير محدد، هو الآخر يعد من رجال المال والأعمال بالمنطقة، نجد أمثال هؤلاء ببلديات دائرة مروانة، وادي الماء وقصر بلزمة وحيدوسة ومروانة، ومنذ نهار أمس قد تملكهم خوف كبير ورعب حقيقي، مخافة أن يكون الأمر متعلقا بشبكة منظمة تستهدف رجال المال، وكل واحد يقول لمن الدور القادم يا ترى؟

الأمن يتكتم على تفاصيل الجريمة إلى غاية انتهاء التحقيق

وقد حاولت ”النهار” يوم أمس، الاتصال برئيس أمن الدائرة، قصد تقديم بعض التوضيحات عن هذه المجزرة، خاصة منها التي من شأنها أن تزيح بعض الغموض وتطمئن المواطن، لكن المسؤول الأمني رفض الإدلاء بأي تصريح أو تقديم أي توضيح، وهذا بحجة سرية التحقيق، فعدنا متفهمين الوضع دون الحصول على أية معلومة، لكن وحسب العديد من المواطنين، فقد طالبوا هؤلاء بكشف تفاصيل العملية للرأي العام، بعد الانتهاء من التحقيقات اللازمة والقبض على باقي أفراد الوحوش الآدمية.

”يا سلطات… الحالة راهي خلات”

ونحن نتنقل من مستشفى علي النمر، حيث وضعت جثث الضحايا ”عمار” و”هيثم” و”عبد الكريم” إلى مستشفى زيزة مسيكة، أين توجد جثة الضحية ”نضيرة”، وفي طريقنا إلى عاصمة الولاية باتنة على متن سيارة للنقل الجماعي من نوع ”هيونداي”، الكل ممن التقيناهم أو تحدثنا معهم أو تحدثوا معنا، أجمعوا جميعا على توجيه نداء عاجل لجميع السلطات العليا في البلاد بضرورة التدخل العاجل والسريع للبحث في المسببات الرئيسية لهذه المآسي والجرائم البشعة، والدوافع الأساسية التي تؤدي إليها، متحدثين على أنّ أزمة البطالة ومختلف أنواع الحبوب المخدرة، هي الدافع الرئيسي لارتكاب مثل هذه المجازر التي شبهوها بما فعلته اسرائيل في غزّة، كما اجتمعوا على أنّ الإنسان العاقل ومهما كانت حاجته الماسة للمال، ومهما كان حجم حقده الدفين على شخص ما، فإنه وبطبيعته العادية من المستحيل أن يقدم على قطع رأس خالته وأبناء خالته، في مثل ما حدث ليلة أمس الأول، وفي مثل ما حدث في جرائم أخرى هنا وهناك، وفي مثل ما سيحدث مستقبلا إذا لم تدرس الظاهرة دراسة علمية ومنهجية مفصلة ومدققة للحد منها أو التقليل منها على الأقل.ولأن طريقة تنفيذ مجزرة مروانة ليلة أمس الأول، كانت على طريقة أفلام الأكشن المصورة التي تلقى رواجا واسعا وسط شبابنا، فقد طالب بعض المتحدثين إلينا من السلطات المعنية، النظر الجدي في هذه المسألة التي تعد خطرا حقيقيا يهدد التكوين النفسي لأبنائنا، بما قد يؤدي بهم مستقبلا بالوقوع في مثل هذه الجرائم بسهولة كبيرة، للإشارة فإنّ الضحايا الأربعة قد تم تحويلهم مساء أمس إلى المستشفى الجامعي بباتنة قصد إجراء التشريح الطبي.

رابط دائم : https://nhar.tv/iMX58
إعــــلانات
إعــــلانات