إعــــلانات

إبني المراهق.. رسم مستقبله بين أمواج عاتية!

إبني المراهق.. رسم مستقبله بين أمواج عاتية!

يخطط ليقطع البحر على «قارب الموت»

تحية طيّبة وبعد..

لقد كاد يغمى عليّ وشعرت بضجر وضيق بعدما سمعت تلك الكلمات، لأنها ليست كالكلمات، نور عيني وروح الروح التي تسكنني، ابني الوحيد يخطط ليقطع البحر على «قارب الموت».

كالسهم الخارق، تسللت إلى مسامعي تلك العبارات، كان يكلّم أحدهم عبر الهاتف وقال له: متى انتهى من جمع العدد اللازم سيعلمنا، وعليك أن تجمع المبلغ قبل الأوان، لأن الوقت يمضي بسرعة، وسمعته أيضا، ثم يضيف: ليس لديّ ما يشدّني هنا، لقد سئمت من البطالة وكرهت هذا الوضع المزري الذي أعيشه.

 شعرت وكأن الدم تجمّد في عروقي، يا إلهي، فلذة الكبد ومهجة القلب ينوي الرحيل، أسرعت نحوه وسألته عما يخططه، فقال إنه يمازح صديقه وأقسم يمينا إنه فعل ذلك لكي يدغدغ مشاعري، حسب ادعائه ما عدت الأم الحنون التي تهتم به كالسابق، قال هذا الكلام، لكنني لم أصدقه، أخشى أن يكون كاذبا، لهذا أردت أن أوجه إليه رسالتي ولكل من ماتت ضمائرهم ويرغبون في إلقاء أنفسهم إلى التهلكة.

ابني يا قرّة العين، قلت إنه ليس لديك من تبقى لأجله هنا، فهل نسيت أمك التي لا تهنأ في غيابك، ولا يطيب لها المقام وأنت بعيد عنها؟، فلا تذوق الطعام إلا في وجودك، قلت إن البطالة أرهقتك وإن الوضع المزري أعياك، فأيّ وضع هذا الذي تتحدث عنه؟، ألست مهتمة بشأنك؟، ألم يترك لنا والدك رحمه الله عليه ما نعول عليه؟، فإذا شئت شمّر عن ساعديك واعمل في محلك عوض أن تقوم بكرائه لشاب في مثل سنك حتى يديره فيدرّ عليه الأرباح الطائلة..

بني، لست أدري إن كنت الطفل الذي رعيته وسهرت من أجل تلقينه مبادئ الدين الحنيف، هل نسيت أم تناسيت رحمة الله التي وسعت كل شيء؟، هل غفلت أن لكل مجتهد نصيب وأنت لم تجتهد؟، هل تقربت إلى الله بالدعاء وهو الذي قال ادعوني أستجب لكم؟، هل فكرت في أم سيتوقف قلبها عن النبض إن أصابك مكروه؟

بني، أترك كل الكلام السابق على جنب وهيا أخبرني، هل أنت مستعد أن تدخل نار جهنم لتخلد في الدرك الأسفل لأنك ستنتحر، فقتل النفس من الكبائر..؟، أنتظر جوابك حتى ذلك الحين لن يغمض لي جفن، أسألكم إخواني الدعاء لابني وكل أبناء الجزائر بالهداية وأن يرزقهم الله السداد والرشاد.

رابط دائم : https://nhar.tv/agmNQ
إعــــلانات
إعــــلانات