إعــــلانات

إرهابي تائب يكشف لـ “النهار” عن عمليات التعذيب والتصفية داخل الجماعات الإرهابية

إرهابي تائب يكشف لـ “النهار” عن عمليات التعذيب والتصفية داخل الجماعات الإرهابية

تعرض أكثر من ستين إرهابيا للتصفية الجسدية على يد رفاقهم في العمل الإرهابي على خلفية تهمة التنسيق مع مصالح الأمن،

إحباط العمليات الإجرامية و التورط في قتل رفاقهم الإرهابيين، الى جانب اعتبارات أخرى كشف عنها “ب،ح” إرهابي تائب قضى أكثر من عشر سنوات في صفوف الجماعات الإرهابية.
و كشف ذات المصدر، في حديث خاص بـ “النهار” أن الجماعات الإرهابية كانت تقوم بتصفيات ضد عناصر الجماعة الذين يشك في تورطهم في تسريب معلومات للأمن و أو الكشف عن مخططات لعمليات إرهابية، حيث كشف عن العديد من عمليات التصفية التي حضرها شخصيا. وروى الإرهابي التائب لنا كيف عمدت الجماعة إلى قتل الإرهابي المدعو محمد من تيزي وزو بتهمة التعامل مع قوات الأمن و قتل أمير سرية ميزرانة المدعو “عباس” في اشتباك مع الدرك الوطني، و ذلك بعدما علم محمد بشكوك أميره حول علاقاته بالأمن. و اغتنم محمد فرصة اشتباك رفاقه مع الدرك لتنفيذ تصفية الأمير، لكن الجماعة تفطنت له كون أن الرصاصة جاءته من الخلف، بما يعني أن أحد أفراد الجماعة قام بالعملية خالصة ، و أن الأمير سبق و أن أبلغ أفراد السرية بشكوكه بعدما انكشفت كل العمليات التي حضرها محمد. و مباشرة بعدما تأكدت الجماعة من الفاعل استدعوا أمراء السرايا لمنطقة تيزي وزو و بومرداس الذين تنقلوا في فترة أسبوع إلى المنطقة لحضور المحاكمة.

و قائع المحاكمة جرت بمعاقل الجماعة بميزرانة برئاسة الأمراء وسط حراسة مشددة خوفا من هروب المتهم الذي تعرض لمختلف أنواع التعذيب، حيث ترك مدة ثلاثة أيام بدون أكل سوى الماء حتى لا يموت، كما كان يعذب بالضرب بالعصا و القضبان الحديدية حتى اعترف بالتهم المنسوبة إليه، كما كشف عن أسماء خمسة رفاق في الجماعة تعاونوا مع قوات الأمن ،و يتعلق الأمر بكل من أبو حمزة من عين الحمام، مقدام من العاصمة، عبد الفتاح من الحراش، و كمال و محمد من تيزي وزو، كما كشف نفس المتهم و بدافع الانتقام عن أربعة أفراد آخرين و هم ياسين، أبو الحسن، أبو علي و عبد الرحمان من تيزي وزو، غير أن هؤلاء لم يقم عليهم الحد كما فعل بالخمس الأوائل ، و ذلك لقلة الأدلة و عدم ثبوت التهم. و خوفا من أن تذكر أسماؤهما فر كل من إسماعيل من العاصمة و أبو يونس من بومرداس و سلما نفسيهما لمصالح الأمن، بينما تعرض المتهمون الآخرون لأبشع طرق العذاب و الذي أسفر عن اعتراف ثلاثة منهم فقط، و استغرق التعذيب مدة ثلاثة أيام ليتم تصفية الأفراد فيما لفظ الرابع أنفاسه خلال التعذيب. كما كانت منطقة تاخوخت مسرحا لتصفية اثنين من الإرهابيين سنة 1997 و اثنين آخرين بسيدي علي بوناب، أما منطقة الأخضرية فقد شهدت تصفية عشرة أفراد ، حسب ما كان متداولا في وسط الإرهابيين.

من جانب آخر أوضح لنا محدثنا أن عمليات التصفية أحدثت انشقاقا وسط الجماعات و تسببت في انعدام الثقة بين الإرهابيين، حيث أصبح كل واحد يشك في الآخرين، وكما أخبرنا فان عمليات التنسيق مع مصالح الأمن تتم بطريقة غير مباشرة، أي بوساطة أهل الإرهابيين أو سكان المنطقة الذين يمدون مصالح الأمن بمعلومات عن تحركات الجماعة الإرهابية و أنشطتهم. و أضاف قائلا ” لقد علمنا أن حوالي عشرة إرهابيين فروا من قبضة الجماعة بعد انكشاف أمرهم و غالبا ما تتم عملية الفرار ليلا لتسليم أنفسهم لمصالح الأمن”. و في سياق متصل كشف نفس المصدر أن منطقة الشريعة بالبليدة تعتبر من أكبر المناطق التي شهدت عمليات التصفية الجسدية، حيث نفذ الحد في حق 15 عنصرا بالمنطقة. و تعود تفاصيل الحادثة إلى مداهمة الجماعة الإرهابية لمنزل أحد الشباب بقرية قريبة من جبال الشريعة و بعد تعرضه للتعذيب كشف عن تورط عشرة عناصر من ذات الجماعة في التواطؤ مع عناصر الأمن و تسريب المعلومات ليتم أسرهم و تسليط العذاب عليهم، و كشف بعضهم عن تورط خمسة آخرين من نفس الجماعة ليقام عليهم الحد رميا بالرصاص و ذبحا.

و في جانب آخر من الحديث المثقل بالمآسي والمشاهد الدامية، علمنا من المتحدث أن عمليات التصفية لم تكن مقتصرة على عناصر الجماعة بل تمت تصفية المئات من المواطنين قبل سنة 2004 بولاية تيزي وزو لوحدها، جلهم رجال، مراهقين، و شيوخ، بتهمة التنسيق و تقديم المعلومات لمصالح الأمن عن تحركات و نشاطات الجماعات الإرهابية، و سواء أثبتت التهمة أو لا فكان السيف سيد الموقف. حيث كان مجرد الاشتباه بأحد المواطنين حجة لتصفيته و اغتياله بكل وحشية و دموية، و كان معظم الضحايا من القرى والمداشر، كسيدي نعمان، بوغني، بني دوالة و عين الحمام، و بعد الذبح أو القتل بالرصاص يتركون في الخلاء و لا يعلم ذويهم ليتم دفنهم كباقي البشر و كثير منهم لا يزالون في تعداد المفقودين.

رابط دائم : https://nhar.tv/g6Szp
إعــــلانات
إعــــلانات