إساءة للأسرة الثورية ودليل آخر على مستوى الصحافة الوطنية
هدد رئيس
ما يعرف بالتنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء المسمى بخالد بونجمة بحرق مقر جريدة ”النهار” في مؤتمر صحفي انعقد أول أمس، بدار الصحافة الطاهر جاووت بالعاصمة، وأمهل السلطات العمومية مهلة ثمانية أيام للتحرك ضد ”النهار” وإلا سينفذ تهديداته.ونقلت عدد من الصحف الوطنية تهديدات المسؤول الأول في التنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء ضد جريدة ”النهار” وشخص المدير العام وعائلته، حيث لم تتأخر هذه العناوين في فتح مساحات هائلة عبر صفحاتها لتغطية ”ندوة العار” التي جاءت تحت غطاء عرض برنامج التنسيقية خلال السداسي الثاني للسنة، لكنها انحرفت ومنذ انطلاقها، حيث راح هذا الذي يدعي انتسابه إلى الأسرة الثورية يوجه اتهامات خطيرة ضد جريدة وطنية قد تكون الوحيدة التي تدافع على رموز الدولة الجزائرية في وقت أصبحت المعارضة وضرب استقرار السلطة رمزا لاحترافية الصحافة بالجزائر.وقد اتهم هذا ”البطل الورقي” الذي صنعته جهات خفية، ”النهار” بالعمالة للمخابرات الفرنسية ضد مصلحة البلاد والأسرة الثورية تارة والترويج لتنظيم ”القاعدة” والتنظيمات الإرهابية تارة أخرى، وأكد هذا ”الفايق” أن ”النهار” تسعى إلى الإساءة إلى ماضي الثورة الخالدة، ونصب هذا المسؤول النكرة الذي لا يعرفه حتى أبناء الشهداء، نفسه محاميا على الثورة ورموزها وعن مؤسسات الدولة.
وذهبت بعض الجرائد بعيدا عندما نقلت تهديدات رئيس التنسيقية واتهاماته لأسرة ”النهار” بالعمالة لصالح أطراف أجنبية، بوضعها في العناوين الرئيسية لجرائدهم، وفتحت الأقواس وكادت أن لا تغلقها، مصطنعين من ذلك قضية وطنية ومن هذه النكرة شخصية بطلة خاصة، وأنه راح يذرف الكثير من الدموع حتى يكتمل سيناريو ”الضحية والجلاد”. لنطرح السؤال منذ متى اهتمت الصحافة الوطنية بما يقوله هذا الشخص بالذات؟ فبالأمس فقط كان ينظم مؤتمرات صحفية لا تحضرها إلا بعض الجرائد العمومية التي تعد على أصابع اليد، أم أن ضمير الصحافة الوطنية استفاق فجأة ليغطي برنامج التنسيقية للسداسي الثاني، هذا دون أن نظلم بعض الصحف على غرار ”جريدة ميدي ليبر” التي كانت الوحيدة التي حذرت من خطورة تجاوزات هذا الشخص. والعجيب في قصة ”بونجمة” أنه أصبح يهدد مؤسسات الدولة على غرار العدالة التي أمهلها 8 أيام لاتخاذ إجراءات عقابية ضد ”النهار” وإلا سيتكفل هو شخصيا بمعاقبتنا حرقا!!… حقا هو الجنون بعينه متى وحدث في تاريخ الجزائر وأن هدد شخصا العدالة أقوى أجهزة الدولة في ظل الديمقراطية أم أن كونه ”يدعي” لانتسابه لأحد الشهداء يسمح لنفسه مساومة العدالة.