إمام يحرّض شقيقين على طعن إمام آخر بخنجر للاستيـــلاء علـــى مسكنـــه الوظيفـــي

الواقعة جرت في مسجد «الرحمة» فـي باش جراح
أظهرت جلسة محاكمة المعتديين بالضرب بواسطة سكين على إمام مسجد الرحمة بباش جراح، أن المتهم الرئيسي المدعو «ذ.ن» وهو إمام بمسجد العاشور بمنطقة الدرارية، تورط رفقة شقيقين، ويتعلق الأمر بكل من المدعوين «ب.ع» و«ب.أ» وهما طالبان جامعيان بكلية الشريعة والقانون، لكن المتهمين نفيا بشدة واقعة ضرب الإمام الضحية، مشدّدين على أن ما جرى كان مجرد مناوشات كلامية بين الشقيقين والضحية حول استغلال سطح المسجد وتحويله إلى مدرسة قرآنية لتعليم القرآن، أين رفض الضحية مطلبهما وراح يتلفظ بكلام بذيء، وهو ما أدى بأحد المتهمين إلى توجيه لكمة له.
وقد مثُل المتهمون الثلاثة أمام محكمة حسين داي بموجب إجراءات الاستدعاء المباشر، في وقت تغيب الضحية عن الحضور بعد تنازله عن الدعوى، غير أن المتهمين عارضوا قرار إدانتهم بعامين حبسا نافذا عن محكمة الحال غيابيا، والتزم الشقيقان بإنكار واقعة الاعتداء على إمام مسجد «الرحمة» بواسطة خنجر، على الرغم من أن المحكمة استفسرت منهما عن الهدف من استغلال سطح المسجد، وأن المخول بتحويله ليس إمام المسجد بل الجهة الوصية والمتمثلة في مديرية الأوقاف أو حتى وزارة الشؤون الدينية.
وبخصوص إمام مسجد العاشور المتهم «ذ.ن»، فقد أفاد بأنه كان على خلاف دائم مع الضحية حول أحقية إمامة مسجد الرحمة، خاصة أنه ابن المنطقة كان يقدم دروس دعم بالمسجد، وهو ما أثار تعجب المحكمة التي علقت بالقول «إن بيوت الله لم تسلم من الصراعات بين الأئمة التي تعتبر أنبل المهن».
وقد ركزت دفاع المتهمين على أن القضية الحالية كيدية الغرض منها جر موكليها إلى أروقة العدالة، في وقت أن الفاعل الحقيقي لم يتم تحديده بحكم أن الإمام تعرض لطعنة مباغتة من الخلف من مجهول خلال خروج المصلين، مضيفة أن أبناء منطقة حي باش جراح كانوا على علم بأن الإمام الضحية سبق له وأن تعرض للتهديد بواسطة سكين من طرف أحد المصلين، خلال شهر رمضان المنصرم، على خلفية رفضه إقامة صلاة التهجد بالمسجد.
تعود الوقائع، إلى ليلة السبت من أواخر شهر أفريل المنصرم، وبالضبط بعد صلاه الظهر، حيث قام أحدهما بطعن الإمام الذي كان يهم بالخروج بعد إتمام الصلاة، ليسقط الضحية على الأرض غارقا في بركة من الدماء، وعند إلقاء القبض على الجناة من طرف المصلين قاموا بمقاومتهم ووصفاهم بالمرتدين.
وحسب التحقيقات الأمنية، فإن المتهمين دبرا للعملية بتحريض من الإمام «ذ.ن» المكلف بإمامة مسجد العاشور، وهو ابن منطقة باش جراح، حيث كلف المتهمين بالتخلص منه من أجل إمامة مسجد «الرحمة» الذي يشغله الضحية ومن ثمة الاستحواذ على المسكن الوظيفي، كما توصلت التحقيقات إلى سبب رفض الضحية استغلال السطح خوفا من تحويله إلى مكان سري من أجل عقد ملتقيات وخطب تحريضية للإشادة بالتنظيم الإرهابي «داعش»، وعليه وأمام هول هذه الحقائق، التمست النيابة العامة تغريم المتهمين بمبلغ 100 ألف دينار.