إمام يرفض الصلاة على ميت ويكفّره في وادي الزهور بسكيكدة!

أهالي المتوف استنجدوا بأستاذ في التعليم ثم رفعوا شكوى للجهات الوصية
في سابقة خطيرة، امتنع إمام مسجد عمر بن عبد العزيز الواقع بقرية الخميس ببلدية وادي الزهور دائرة أولاد عطية غربي إقليم ولاية سكيكدة، عن أداء صلاة الجنازة على ميت، وهو مواطن يقطن بالقرية يدعى «ب.ر» ويبلغ من العمر 70 سنة، بعد أن اتهمه الإمام بـ«الكفر»، وهو ما أكده أحد أقارب الفقيد في لقاء مع «النهار» عقب شكوى تقدم بها ذوو المتوف إلى مديرية الشؤون الدينية والأوقاف في ولاية سكيكدة.
وقال ابن شقيق المتوفي في حديث إلى «النهار»، إنه في يوم 10 أكتوبر الفارط، تاريخ وفاة عمه بعد صلاة العصر، توجه ذووه إلى مسجد القرية لأداء صلاة الجنازة عليه، غير أن جموع المصلين وأهل الميت، ربع ساعة قبل رفع أذان المغرب، تفاجأوا باختفاء إمام المسجد، ليتبين أنه رفض رفقة زميله، وهو إمام مسجد بقرية الملعب القريبة من قرية الخميس، أداء صلاة الجنازة على المتوف. بعد ذلك، لجأ أهالي المتوفين إلى الاستنجاد بأحد المصلين، وهو أستاذ تعليم تطوع لذلك.
وأضاف نفس المتحدث، أن إمام المسجد راح بعد ذلك يخبر ابن الفقيد بسبب امتناعه عن تأدية صلاة الجنازة، بالقول: «والدك لن نصلي عليه واذهب به للمقبرة وصل عليه أنت». وقد فعلت تلك الحادثة أفاعيلها في نفوس أفراد عائلة المتوفي، الذين راحوا يطالبون الإدارة الوصية بمحاسبة الإمام ومعاقبته، بعد أن قام بتكفير فقيدهم الذي يشهد له بحسن الخلق وأداء الصلوات في أوقاتها.
مدير الشؤون الدينية: «أحلنا الإمام على عطلة إجبارية والمجلس العلمي سينظر في قضيته»
من جهته، تمكن مدير الشؤون الدينية والأوقاف في ولاية سكيكدة، بدر الدين عمراني، من إطفاء نار الفتنة باحتوائه للوضع بعدما التقى بأهل الفقيد، حيث أكد لـ«النهار» بأن تقريرا مفصلا قد تم تقديمه من طرف المعتمد بالمقاطعة وكذا المفتش، وأنه قد تمت إحالة الإمام على عطلة إجبارية إلى حين التحقيق النهائي في القضية بسماع جميع الأطراف، مع تحويل ملفه على المجلس العلمي الذي له جميع الصلاحيات في اتخاذ أي قرار يراه مناسبا، سواء بالفصل أو التحويل أو التنزيل في الرتبة، كما طمأن مدير الشؤون الدينية أهل الفقيد وسكان المنطقة بأن الإمام لن يبقى بمسجد الخميس ببلدية وادي زهور حفاظا على أمن واستقرار المنطقة.